تكريم الشيخة العزة منت الشيخ آياه.. نجاح مستمر وعطاء لايتوقف

أحد, 11/05/2025 - 13:38

في مشهد استثنائي يجسد القيم الموريتانية الأصيلة، قام العالِم الجليل الشيخ محمدن ولد حبيب الرحمن بتكريم الشيخة العزة منت الشيخ آياه، تقديرًا لما قدمته من أعمال إنسانية وخيرية جسدت بها أسمى معاني الكرم والبذل.

 

ويحمل هذا التكريم دلالات عميقة، إذ إنه يأتي من أحد أبرز رموز العلم والتقوى في البلاد، ممن أفنوا زهرة شبابهم في تحصيل العلوم الشرعية ونشرها. فالشيخ محمدن ولد حبيب الرحمن، قضى خمسة عشر عامًا من عمره متفرغًا لطلب العلم، دون كلل أو ملل، مجسدًا بذلك صورة حية للعالم الرباني المتواضع، الذي وهب حياته للعلم والعمل به والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

في المقابل، تمثل الشيخة العزة منت الشيخ آياه نموذجًا مضيئًا في ميدان الكرم والعطاء الاجتماعي، حيث عُرفت بسخائها ودعمها المستمر للمبادرات الإنسانية. فقد تبرعت بمبلغ 10 ملايين أوقية لصالح جمعية "إيثار" لبناء مستشفى يعنى بمرضى السرطان، وهو المشروع الذي ينتظره آلاف المرضى بترقب وأمل. كما قدمت مساهمة مؤثرة بقيمة 5 ملايين أوقية لإنقاذ الطفلة المحروقة، وساندت العديد من الأسر المحتاجة ماديًا ومعنويًا، في صمت ونُبل يعكسان روح التضحية والرحمة.

 

وتُعدّ الشيخة العزة منت الشيخ آياه اليوم رمزًا وطنيًا للكرم والعمل الخيري، حيث اجتمع فيها المال والنية الطيبة، فوجهتهما لخدمة المجتمع ومداواة جراحه، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى نماذج نسائية فاعلة وملهمة.

 

وقد أشاد الشيخ محمدن ولد حبيب الرحمن، خلال حفل التكريم، بالمسيرة المضيئة للشيخة العزة، معتبرًا أن دعمها المتواصل للفقراء والمحتاجين يدخل في باب "الجهاد بالمال"، وأن ما تقوم به يمثل صدقة جارية تعود عليها بالخير في الدنيا والآخرة.

 

هذا اللقاء بين رمزين من رموز موريتانيا — أحدهما في ميدان العلم، والآخر في ميدان العطاء — يجسد تلاقي الفضائل وتكامل الأدوار، ويُشكل دعوة مفتوحة لاستلهام هذه النماذج في زمن تتعاظم فيه التحديات وتُحوج فيه المجتمعات إلى أمثالهم.

جديد الأخبار