
أستغرب بشدة ليلة امس الخميس 20 يناير الجاري رئيس الحزب الموريتاني للعدالة والديمقراطية – احد احزاب الاغلبية ورئيس رابطة تجمع الصحافة الموريتانية و المدير الناشر لوكالة “تقدم” التي تصدر عنها صحيفة هموم الناس و موقع “تقدم” بالنسختين العربية والفرنسية، وكذلك رئيس شركة الرحمة محمودي ولد صيبوط التصريحات المزيفة الاخيرة الصادرة عن النائب المحترم بيرام ولد الداه واعبي.
وكتب ولد صيبوط:
أستغرب التصريحات المزيفة الاخيرة الصادرة عن النائب المحترم بيرام ولد الداه واعبيد و التي جاءت في غير محلها بعد ان اثني بيرام شخصيا ومعه العديد من السفارات الغربية المعتمدة في العاصمة نواكشوط و النشطة في مجال حقوق الانسان عن أملهم الكبير و دعمهم التام للمشروع المجتمعي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في نشر العدالة والمساوات و القضاء علي الفروق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وليس تصريح السفير الامريكي الاخير في هذا الشأن الا دليلا قاطعا علي عزم موريتانيا القطيعة مع الماضي وبدء مشوار جديد يتسم بنشر العدالة والمساواة و العمل من اجل الوحدة و التعايش علي طريقة المؤمن و جسمه اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد.
ان النائب بيرام الذي رأيناه يرفع علي منر دولي اصبع الاتهام ضد الدولة الموريتانية ليس ذلك الحقوقي الشهم و المصر علي تحقيق العدالة و المساواة بشكل سلمي وسلس يأخذ بعين الاعتبار نقاط القوة ونقاط الضعف لبلاده للمضي بها الي الامام والي بر الامان.
بل كان بيرام متغير المزاج يسعي الي ابرام النار في وطنه وعز اهله واصفا موريتانيا بكل النعوت الكاذبة والمفبركة في لحظات من الحماس رافقت تسليمه جائزة مستحقة بلا شك الا ان خطاب الفائز بها جاء مناقضا تماما لمبادئ النيل بها وهي من بين أخري الرزانة والارتفاع عن النعرات و التشبث بالموضوعية و الانسجام مع النفس والابتعاد عن التحريض و العنف و زرع الفتن في موطنه الذي يواجه ارثا متعدد الاوجه انساني و سياسي واقتصادي و اجتماعي وثقافي خلفه الرئيس السابق ولد عبد العزيز .
نعم بيرام لم يكن منسجما مع ذاته ولا مع رفاقه من النواب والقادة السياسيين كما لم يكن متناغما مع تزكيته العلنية لحكم للرئيس محمد ولد الشيخ ولد الغزواني الذي أثني عليه و رأي فيه رجل الدولة الذي ستشفي علي يديه البلاد من امراضها الاجتماعية المتراكمة وهو اليوم في الشهر السادس من رئاسته للبلاد.
واغرب من ذلك بيرام لم يتهج اسلوبه الحاد الاخير ضد النظام الذي سجنه و وضعه عيله الاصفاد وشرده وضايقه حتي انه رفض الانضمام الي رفاقه في البرلمان للتدقيق في العشرية الماضية المشحونة من الخروقات
سامح الله بيرام لعله يرجع الي صوابه و كفاحه النبيل و المستميت و الذي يلتف ورائه بشكل متزايد الموريتانيون من كل حدب وصوب والذي رفعه حتي الرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الاخيرة
الا ان بيرام خسر كل شيئ اليوم و سيفقد لامحالة وبعد تصريحاته الاستفزازية لبلده كل مؤديه ومحبيه الا المتطرفون منهم الذين لا يؤمنون حقا بموريتانيا دولة موحدة ومزدهرة و متآخية و غير قابلة للتشتيت