
حل صباح اليوم الأربعاء بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء الغربية، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، رفقة نظيره وزير الخارجية في حكومة جزر القمر المتحدة محمد الأمين صيف.
وحسب مصادر “القدس العربي”، فقد اتجه الوزيران مباشرة من مطار “الحسن الأول”، نحو المقر الذي شهد افتتاح القنصلية العامة لدولة جزر القمر، لتكون بذلك أول دولة في العالم تفتتح قنصلية عامة في العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، المتنازع عليها بين المغرب والبوليساريو.
وكان بيانريفي تارميدي، مبعوث رئيس جزر القمر، غزالي عثماني، أعلن هذا القرار، الشهر الماضي، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الذي ذكّر في بيان بأن جزر القمر “كانت دائمًا دولة شقيقة ودافعت عن قضايا المغرب، خاصةً مكانته الإقليمية واستقراره”.
وأكد ترميدي -الذي حمل رسالةً خطيةً من الرئيس القمري غزالي عثماني، إلى الملك محمد السادس- أن مباحثاته مع بوريطة كانت “صريحة وودية وأخوية”.
وقال مبعوث الرئيس القمري إن المغرب وجزر القمر بلدان شقيقان، وإن التعاون بين الطرفين “يتزايد يوما بعد يوم”، مضيفا: “نعمل في مجالات عدة، من قبيل التكوين والبيئة والفلاحة والصيد وأيضا خدمات الاتصالات”.
ولا توجد أرقام رسمية حول وجود مواطني جزر القمر في العيون، أو في جميع مدن الصحراء الغربية، لكن افتتاح هذه القنصلية يبدو إشارة سياسية لدعم المغرب في مطالبته بالسيادة على الصحراء، التي تسمى في المفردات الرسمية المغربية “الأقاليم الجنوبية”.
وأعلن الوزير بوريطة، في البرلمان المغربي، أن الإعلانات الافتتاحية للعديد من القنصليات في العيون كانت متوقعة في الأشهر المقبلة، لكنه لم يذكر أسماء بلدان محددة.
في الـ 26 حزيران/ يونيو، افتتحت ساحل العاج قنصلية فخرية في العيون، يديرها مواطن محلي، ولكن “القنصلية العامة” لجزر القمر تعتبر فرقًا نوعيًا.
ويسعى المغرب دائمًا لإعطاء صورة عن الوضع الطبيعي الدولي داخل الصحراء الغربية، التي تعتبرها الأمم المتحدة منطقة نزاع بين الرباط وجبهة البوليساريو.
على وجه التحديد يتسبب الصراع على هذا الإقليم، في عدم وجود قنصليات، وحتى الاستثمارات الدولية الكبيرة، وتثبيت الشركات ذات الشهرة العالمية، مع استثناءات قليلة، مثل وكيل شركة “رينو” الفرنسية، ومطعم من “ماك دونالدز” الأمريكي.
الرباط – “القدس العربي”:
