مسؤول أمريكي سابق: فى مكتب الملك خريطة للمغرب وداخلها جزء كبير من موريتانيا

أحد, 06/07/2025 - 18:00

مع مستشار الأمن القومي الامريكي الأسبق والنائب الجمهوري جون بولتون، انه كان مع وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر عام 1997 في أحد مكاتب الملك، وكانت هناك خريطة على الجدار تظهر “المغرب الكبير” كما يتصوره النظام، وتشمل المغرب، ونصف الجزائر، والصحراء الغربية، وجزءاً كبيراً من شمال موريتانيا. 

واشار بولتون إلى أن ترامب قد يغيّر موقفه من قضية الصحراء الغربية إذا حصل على حافز يدفعه لدعم الاستفتاء..

نص المقابلة الكامل:

 

سؤال: يوشك نزاع الصحراء الغربية على إتمام نصف قرن. ما هي وصفتك لحلّه؟

بولتون: عملت مع جيمس بيكر في وزارة الخارجية عام 1991، ورافقته طيلة فترة إدارة بوش الأب. كنت منخرطاً بشدة في صياغة قرار مجلس الأمن في 1991 الذي أنشأ بعثة المينورسو ووضع الأسس لإجراء الاستفتاء. في عام 1997، عُيّن بيكر مبعوثاً شخصياً لكوفي عنان إلى الصحراء الغربية، لأن المغرب كان قد عطّل مسار الاستفتاء بالكامل. لم يحدث شيء فعلياً.

اتصل بي بيكر وقال لي: “ما هو هذا الاستفتاء حول الصحراء الغربية؟” لم يكن موضع جدل حينها، فشرحت له، فقال: “حسنًا، يجب أن نحاول حلّه.” وهكذا وُقّعت اتفاقيات هيوستن عام 1997، حيث التزم المغرب مجدداً بإجراء استفتاء، لكنه لم يُجرى أبداً. أقول إن القصة مستمرة بلا نهاية. لقد مرّت 25 سنة من المماطلة المغربية. كان من الممكن تنظيم الاستفتاء بسهولة، إذ اتفق الجميع على أن الأساس هو الإحصاء الإسباني لسنة 1975، الذي ضم ما بين 75 و80 ألف شخص فقط. لم يكن الأمر معقداً، ولكن المغرب استولى فعلياً على معظم أراضي الصحراء الغربية.

إدارة ترامب في ولايتها الأولى اعترفت بسيادة المغرب على الإقليم، وهو ما يُخالف الموقف الأمريكي التقليدي. ولا زلت أعتقد أن الحل الوحيد هو إجراء استفتاء. صحيح أن السياق الإقليمي أصبح أعقد، مع التوترات بين المغرب والجزائر، لكن اللاجئين الصحراويين ما زالوا في مخيمات تندوف ويستحقون العودة إلى ديارهم. لا أحد يُنكر هذا الحق. السؤال الوحيد هو: تحت سيادة من؟ ولا أظن أن هذا سؤال صعب.

""""

سؤال: هل لا يزال هناك وقت لتنظيم استفتاء؟

جواب: لن يكون الوقت مناسبًا أبدًا ما لم يتعاون المغرب. المغرب يعتقد أنه يمسك بزمام الأمور. لم يُظهر أي رغبة في التعاون. تحدثت مع عدة مسؤولين بعد استقالة بيكر، وكلهم قالوا إن المغرب يرفض المخاطرة بخسارة الاستفتاء. لقد نظموا عدة “مسيرات خضراء”، أي عمليات نقل للمغاربة إلى الصحراء الغربية. يخشون أن يقول هؤلاء: “الاستقلال فكرة جيدة”، وألا ينجحوا في حسم نتائج الاستفتاء لصالحهم. إنه أمر مؤسف للغاية، ويكشف ضعف الأمم المتحدة، التي أصدرت قرارًا بسيطًا، متوافقًا عليه، ثم انسحب أحد الأطراف، فانهار كل شيء.

""""

سؤال: كيف تصف سلوك المغرب؟

جواب: كان معرقلًا منذ البداية. بعثة المينورسو كانت فريدة من نوعها، إذ شارك فيها جنود أمريكيون لأول مرة منذ عقود. بعد نهاية الحرب الباردة، قررنا أن نشارك في حفظ السلام، لكن المغاربة لم يتعاونوا قط، كما أخبرني العديد من أعضاء البعثة. ولهذا السبب ذهب كوفي عنان إلى بيكر في نهاية 1996 وقال له: “لا نحرز أي تقدم.” فتم تعيين بيكر كمبعوث، كونه شخصية معروفة لدى الملك الحسن الثاني، لكن بعد التوصل لاتفاق في 1997، عاد المغرب وخرق التزامه.

""""

سؤال: هل كان ترامب محقًا في دعمه لموقف المغرب؟

جواب: لا، لا أعتقد ذلك. المغرب وقّع اتفاقات أبراهام مع إسرائيل بشرط أن تعترف واشنطن بسيادته على الصحراء الغربية. ترامب قال: “بكل تأكيد.” أعتقد أن المغرب كان سيوقع الاتفاق مع إسرائيل بأي حال، لأنه كان قريباً جدًا من فعل ذلك سابقاً، وربما قبل مصر والأردن. لكنهم استغلوا فريقاً أمريكياً لم تكن لديه أي فكرة عن الصحراء الغربية، ومنحوهم تنازلاً لم يكن من المفترض منحه.

""""

سؤال: والآن، هل يمكن أن يُغيّر ترامب ذلك القرار الذي اتخذه خلال ولايته الأولى؟

جواب: بالطبع، إذا أراد ذلك. فوجئت أن إدارة بايدن لم تغيّر السياسة عند استلامها السلطة. ولا زلت أؤمن أن أمريكا يمكنها أن تقول: “نحن نعترف بالسيطرة الفعلية للمغرب، لكن نطالب باستفتاء.” هذه هي النقطة الجوهرية. الاستفتاء هو ما يمكن أن يحسم القضية. لكن المغرب يدرك أنه لا يمكنه السيطرة على التصويت، وهو قلق بشأن النتيجة، لذلك لا يريد المخاطرة.

""""

سؤال: هل تحدثت مع ترامب بشأن هذه القضية؟

جواب: نعم، بالطبع. السيناتور الراحل جيم إنهوف، أحد أبرز أعضاء لجنة العلاقات الخارجية، كان يعرف عن الصحراء الغربية أكثر من أي أحد في مجلس الشيوخ. تحدث مع ترامب عدة مرات ودعم إجراء الاستفتاء. تغير موقفه فقط في سياق اتفاقات أبراهام، قرب نهاية ولاية ترامب الأولى.

""""

سؤال: ما الذي يجب أن يكون عليه موقف الولايات المتحدة بين الجزائر والمغرب؟

جواب: إحدى طرق الحد من هذا الصراع هي حل قضية الصحراء الغربية. أتذكر أنني كنت مع بيكر عام 1997 في أحد مكاتب الملك، وكان هناك خريطة على الجدار تظهر “المغرب الكبير” كما يتصوره النظام، وتشمل المغرب، ونصف الجزائر، والصحراء الغربية، وجزءاً كبيراً من شمال موريتانيا. الأمر في جوهره مرتبط بمن يسيطر على الثروات المعدنية، والصيد البحري، والإمكانات السياحية. إذا حُلت هذه القضايا، يمكن تهدئة التوترات بين البلدين.

""""

سؤال: ترامب معروف بتفكيره “خارج الصندوق”. إذا دخلنا في عقليته، ما الذي قد يدفعه لتغيير موقفه؟

جواب: ترامب قال مؤخراً إنه سيحوّل قطاع غزة إلى “ريفيرا شرق المتوسط”. هذا لن يحدث. لكن الصحراء الغربية تمتلك سواحل طويلة على المحيط الأطلسي. يمكنه أن يتخيل إقامة منتجعات وكازينوهات هناك. وإذا حصل على امتياز لشركته لبناء هذه المنشآت، فقد يتحمّس لدعم الاستفتاء. لو وجد حافزاً مادياً، ربما يغيّر موقفه. يمكن للبوليساريو التفكير في شيء يمنحه مصلحة مباشرة. وإلا، فلن تكون القضية من أولوياته. ولو طرحت الحكومة الإسبانية الأمر عليه، ربما يهتم. لا أعلم إن كانوا سيفعلون ذلك.

""""

سؤال: هل ترى أن موقف الحكومة الإسبانية الحالية غير مساعد؟

جواب: نعم، موقفها لا يساعد. الجميع التزموا بإجراء الاستفتاء، لكن المغرب نكث بوعوده. والضحايا هم الصحراويون، الذين لا يزالون في المخيمات بعد 25 سنة من وعدنا بإجراء استفتاء، وقرابة 50 سنة على انسحاب إسبانيا من الإقليم. إنه أمر سخيف فعلاً.

""""

سؤال: هناك مناقشات في الكونغرس لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية…

جواب: لا أظن أن هذا الاقتراح سيمر. إنه خطأ. حتى لو أُقرّ في مجلس النواب، فلن يمرّ في مجلس الشيوخ. يستند إلى أكاذيب بأن البوليساريو متحالفة مع إيران أو حزب الله أو حماس، وهذا غير صحيح تمامًا. هناك منظمات أمريكية غير حكومية تعمل في المخيمات، وتقدّم خدمات صحية وتعليمية، بعضها ذات خلفية دينية ولكنها تؤدي مهاماً مدنية بحتة. ولو كانت هناك أية تأثيرات إيرانية أو من حزب الله، لاكتشفوها فوراً. لا يوجد أي أساس لهذا الادعاء. إنها محض دعاية

جديد الأخبار