السنة ... والإخوان . بين الزيف والحيف ../ البشير آكا

خميس, 19/09/2019 - 16:07

في ظل انحسار وانكماش معظم الحركات السياسية ، والتيارات الفكرية والإديولوجيات العابرة للحدود ، ظل ما يسمى في هذا المنكب البرزخي بالتيار الإسلامي (الإخوان المسلمون) مثار جدل وريبة وشك ، بين من يراه تيارا سياسيا وطنيا وإسلاميا مستنيرا، وبين من يضع  علامات استفهام عريضة على مواقف التيار وهويته وانتمائه وجذوره، 
رغم ما يرفعه التيار من شعارات إسلامية وإصلاحية براقة ، في حين يستعصي على البعض الآخر فهم ماهية التيار وفكره وتفكيره و"مظلوميته" ، فقد أجاد قادة التيار تمثيل دور المظلوم ، واستغلوا معاناة المظلومين في كل مكان، وأقنعوا بعض فاقدي البصيرة ، وموهوا وأوهموا ، وتلونوا ، إلا أن الحقيقة لا بد يوما أن تتكشف ، مهما طال الزمن ، إن قادة تيار الإخوان في المنتبذ لا تزال تصر جاهدة على إقحام غيرها في جحيم التفرقة وإيقاظ الفتنة بين موكنات شعب لا يزال يتلمس طريقه للوحدة الوطنية ،وتجاوز هزاته المؤلمة، وتحاول يائسة إسقاط وإلصاق ما بجوهرها  بالآخرين ، تارة بإصدار أحكام مجانية على المخالف أيا كن قدره ، وأيا كانت مكانته ، وتارة بالتشكيك في ثوابت الأمة ورموزها، (السنة النبوية ) مثلا ، 
 لتحييد أي نقاش محتمل حول جوهر فكر الجماعة المستدير حول نفسه، والمنحني إلى الخلف ،  أو أي نقاش  قد يضع رموزهم (المعصومين ) تحت دائرة الضوء ، ويتضح يوما بعد يوم  أن هذه الجماعة لا تستطيع التعايش مع الآخر  في أجواء طبيعية ، بل تحاول بذل أقصى جهدها لتعكير صفو من شاء لهم القدر أن يجتمعوا  زمانيا ومكانيا في وطن واحد ، ذلك أن فكرها المرتكز على المظلومية يمنعها بالضرورة من أن تحيا حياة طبيعية ، يطبعها الاستقرار والسكينة ، إن روح الانتقام المشرئبة في نفوس جماعة  الإخوان لتجعلهم يحسدون الناس على أرزاقهم وهدوئهم ، وعلى إحساسهم بالطمأنينة لدينهم، وبالاعتزاز بتاريخهم ، وعلى العمل بسنة نبيهم، صلى الله عليه وسلم ، وذلك من خلال سلسلة تشكيكات حول السنة  ينفثها منظروهم  بين الفينة والأخرى ، فقد كتب عراب فكرهم في المنتبذ القصي الأستاذ الحسن ملاي اعل مؤخرا مقالا عنونه ب" السنة مبينة للقرآن !!",
وهذا التعجب يحمل في طياته أكثر من شك،! بل إن الأستاذ ذهب بعيدا في حيفه و طرح لأسئلته التشكيكية العنيفة ، حول منزلة السنة من القرآن الكريم وموقعها من سلم التشريع الإسلامي ، ومكانتها بين أصول الأحكام !،  وكأن الأمر مسلم ! مدعيا جدلا تاريخيا زائفا ، وخلافا داميا  بين علماء الأمة حول مكانتها !،  دون أن يقدم بشكل علمي  مثالا حيا على ذلك الجدل المحتدم  أو الخلاف الدموي  ! ، ليتكشف لنا من خلال طرحه أن ذلك الخلاف إنما هو بين مرتادي منصات التواصل ! أين البحث العلمي الجاد والتجرد ؟
بيد أن نفوس القوم قد ملأها الحقد على السنة وأهلها ، وعشش في تجاويف عقولهم فكر أحلك من مناجم الفحم في أعماق الأرض ،
وأعمت بصائرهم عن الحق  مظلومية مظلمة ، 
لكن قذى العين ورينها لا يشوشان إلا على صاحب تلك العين .

 

البشير آكا

جديد الأخبار