
علم موقع تقدم مساء أمس من مراسلها في ولاية لعصابة/كيفة، بمشكلة حدثت بين مجموعة من باعة الأغنام (التَّيْفَايَه) ، وبلدية كيفة ؛ فقمت بزيارة لها من أجل الاطلاع على حيثيات القضية ، وبغية إنارة الرأي العام بقضيتهم المؤلمة .
حيث أن تلك المجموعة البالغ عددها 47 رجلا معيلا ، وغالبيتهم من المسنين الضعاف - كان الله في عونهم - قد أسسوا منذ فترة مكانا خاصا بهم لبيع الأغنام (مَرْبَطْ ) داخل المدينة ، وبالقرب من المعهد السعودي ، وحذو الصالة الكبرى على الجانب الشرقي من طريق الأمل ، وقبل القدوم على ذلك الأمر تشاوروا مع السلطات المعنية ، وأخذوا إذنا من طرف البلدية يسمح لهم بتنفيذ ما أرادوا ، وأجّروا المكان على حسابهم الخاص، وجهزوه بكل ما تتطلبه طبيعة ذلك العمل، ويحصل به المقصود .
وحقيقة كان مكانا مناسبا لتك المهمة من حيث الانزواء عن الطريق ، وسعة مساحته الأرضية.
ومنذ ثلاثة أيام أبلغتهم البلدية بإلزامية إخلاء ذلك المكان ، دون سابق إنذار ، ودون سبب وجيه ، وأعطتهم أوامر بالانضمام إلى السوق الموجود بالجانب الغربي لطريق الأمل ؛ لكنهم رفضوا ذلك لأسباب ومبررات واضحة أهمها :
1 أن مكان ذلك السوق ضيق جدا ؛ ولايتحمل فوق الحجم الموجود فيه الآن.
2 أنه على قارعة الطريق ، ومحل مرور السيارات ( كدروه الأمل ) ، مما جعل المواشي لا تستطيع فيه الاستقرار ، والسكينة والهدوء .
3 أنه بحكم قربه من الطريق فقد تضرروا منه كثيرا ماديا ومعنويا فقد اصطادت حوادث السيارات من مواشيهم ، وأشخاصهم مرارا وتكرارا مما جعلهم لايتحملون البقاء هناك.
وقد وضحوا ذلك للبلدية، وحاولوا محاورتها بسلمية ، ومطالبتها بالرجوع عن ذلك القرار الجائر ؛ لكنها سرعان ما تجاهلت تلك المطالب ، واستخدمت القوة لتفريقهم ، فقد جاءت الشرطة رفقة العمدة ، وأخذوا أغنامهم ، ونزعوا مساكنهم ، وسياجاتهم المحيطة كانت بتلك المحمية .
وبعد حدوث تلك الكارثة قاموا بزيارة الحاكم والوالي طمعا في تدخل أحدهما في هذه القضية ، بغية رد تلك المظلمة ، ومن أجل إنصاف أصحابها.
وإلى ساعة كتابة هذه السطور لم يجدوا أيا منهما ؛ فالحاكم غير موجود كالعادة ، والوالي كان حاجا ، ولم يعد حتى اللحظة .
وقد وجدوا من الشارع بعض الأنباء التي تفيد بأن السبب الرئيسي في منعهم من مكانهم ، والحيلولة بينهم معه هو أن مالك الحائط المؤجر من طرف أصحاب السوق القديم أحد المتنفذين ، ولديه صلة وطيدة مع البلدية، واستغل ذلك ضمانا لاستمرار تأجير حائطه ، وزيادة لثمن أجرته.
والأخطر في الأمر أن تلك المجموعة كلها من المواطنين الضعاف ، وكل واحد منهم معيل لأسرة أو أسر محتاجة لقوت يومها ، وبمجرد توقيف أنشطتهم ، وأعمالهم التي يزاولونها ، يتوقف قوت تلك الأسر اليومي ، وغذاؤها الحيني .
والسلطات بدل من تشجيعهم ودعمهم ؛ فقد ظلمتهم وحاصرتهم ظلما وعدوانا .
لذلك فهم يطالبون بإنصافهم، ورفع تلك المظلمة عنهم برد ممتلكاتهم ، وتركهم في مكانهم ، ويوجهون نداء استغاثة على وجه الخصوص للجهات المعنية قمة وقاعدة بغية حل قضيتهم فورا ؛ كما يوجهون النداء لكل من يستطيع مساعدتهم والتضامن معهم في محنتهم .
حتى يتمكنوا من ممتلكاتهم ، كاملة غير منقوصة ، فبعد مصادرتها من طرف السلطات ، وهم لم يعرفوا عنها شيئا ، ولم يكلموا عنها خبرا .
وكل ماذكرنا متوفر بالصور والفيديوهات المرفقة بالمكتوب .

