بعد مهاجمة رئيس موريتانيا قطر.. مراقبون يفكون شفرات رسالته

جمعة, 21/06/2019 - 16:23

قبل يوم من الانتخابات الرئاسية وقبل أقل من شهر ونصف على مغادرته الحكم، هاجم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، قطر، ووصفها بأنها "دولة تخريب وتدمير"، مؤكدا أن قرار مقاطعتها "سيادي"، وهو موقف رأى مراقبون أنه بمثابة التوصية التي وجهها للرئيس القادم الذي سيخلفه من أجل الاستمرار في نفس هذه السياسة، وعدم التعاون مع الإخوان المسلمين.

وأكد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الخميس، أنه ليس "نادماً على قطع العلاقات مع قطر "ولديه" موقف قديم منها"، موضحا أن بلاده قطعت أيضاً علاقاتها مع إسرائيل، وحين وجدت أول فرصة لقطع العلاقات مع قطر فعلت ذلك "لقاء ما تقوم به من تحطيم للدول العربية وتمويل ورعاية للإرهاب في أوروبا".

وأضاف أن ما فعلته قطر "يعادل ما فعلته ألمانيا النازية"، موضحا أنها "ساهمت في تدمير تونس وليبيا وسوريا واليمن باسم الديمقراطية والحرية، في حين لا توجد حرية أو ديمقراطية داخلها"، مشيرا إلى أن قرار قطع العلاقات مع قطر "سيادي ومستقل"، وتم وفق "قناعتي الشخصية" وليس لكونه "تابعاً لبعض الدول مثل ما يروج لذلك البعض".

وفي هذا السياق، أوضح الإعلامي ورئيس منتدى الأواصر الموريتاني عبيد أميجن سالم، أن الرئيس ولد عبد العزيز أراد من وراء هجومه على قطر وتحميلها مسؤولية ما حدث في الدول العربية أن "يوزع العديد من الرسائل الموجهة إلى العديد من الجهات، من ضمنها قطر نفسها التي كان على خلاف حاد وصامت مع أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منذ زيارته لنواكشوط سنة 2012 قبل أن يقطع العلاقات معها نهائيا"، مضيفا أنها "تعد أيضا بمثابة تطمينات للتأكيد على أن موريتانيا لا تود التراجع عن شراكتها وثيقة التحالف العربي بالتحالف العربي، حتى وإن تبادل على سدة الحكم رؤساء متعددون".

وأشار عبيد في تصريح للعربية.نت إلى أن الرئيس وجّه كذلك من خلال تصريحاته "رسالة إلى الداخل وتحديدا إلى الرئيس المقبل، مفادها أن التعاون مع حركة الإخوان المسلمين وكياناتها خط أحمر وخيار مرفوض"، متوقعا أن "لا يطرأ تغيّر كبير في السياسات الخارجية والعلاقات الدبلوماسية لموريتانيا التي يحتكرها رئيس الجمهورية لنفسه، خاصة إذا استلم المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني سدة الحكم، لأنه يتشارك مع ولد عبد العزيز في نفس التوجهات والسياسات".

ومن جانبه، اعتبر الناشط السياسي إسماعيل أعمر في تصريح للعرية.نت أن هجوم الرئيس على قطر في هذا التوقيت بالذات، وهو يستعد لمغادرة الرئاسة، هو بمثابة "رسالة إلى الرئيس القادم حتى يحافظ على قطع العلاقات مع قطر"، خاصة بعد الاتهامات التي طالت الغزواني، المرشح الأكثر حظا لخلافته بالميول إلى قطر والإخوان، بعد تصريحاته التي أعلن فيها أنه "ليس لديه مشكلة مع قطر" وإعلان الكثير من إخوان موريتانيا دعمه في الانتخابات.

منية غانمي

بوابة آخر خبر

 

جديد الأخبار