
بعد قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2460 حول الصحراء الذي لعبت فيه الولايات المتحدة الأمريكية دوراً حاسماً يعزز الموقف المغربي، عقد ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، لقاءات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين في العاصمة واشنطن.
وعلمت جريدة هسبريس من مصادر موثوقة أن وزير الخارجية المغربية عقد اجتماعات مكثفة في الولايات المتحدة الأمريكية مع كبار المسؤولين الحكوميين حول ملف الصحراء، على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي المغربي في إطار إستراتيجية استباقية تنهجها الخارجية المغربية في التعامل مع ملف القضية الوطنية، إذ لم يعد التعاطي مع مسألة الصحراء يقتصر فقط على شهر أبريل المتزامن مع صدور تقرير مجلس الأمن.
وفشلت تحركات الجزائر وجبهة البوليساريو في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها الدولة التي تعد مسودة مشروع مجلس الأمن حول الصحراء.
وعزّز قرار مجلس الأمن الأخير مكتسبات المغرب في القرارات المتعلقة بأولوية مبادرة الحكم الذاتي وضرورة إحصاء ساكنة مخيمات تندوف في الجزائر، بالإضافة إلى دعوة القرار للبوليساريو باحترام وقف إطلاق النار، والوفاء بالتزاماتها بشأن الامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار، والماسة بالوضع القائم شرق وجنوب المنظومة الدفاعية المغربية.
وتدعم إدارة ترامب انخراط الجزائر من أجل الوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع، إذ سبق لمندوب أمريكا بمجلس الأمن أن أكد خلال التصويت على قرار مجلس الأمن الأخير على ضرورة تعاون الدول المجاورة بشكل أكبر من أجل تحقيق حل سياسي، واعتبر أن مشاركة الجزائر في المشاورات التي يجريها المبعوث الأممي ساعدت في تحريك الملف.
وشرع هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء، في الإعداد للمائدة المستديرة الثالثة بمشاركة جميع أطراف النزاع (المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا)؛ لكنه لم يعلن بعدُ عن توقيت إجرائها تاركا الوقت للمشاركين في الجولة الثانية، من أجل تقييم الجولة الأخيرة والتفاعل مع خلاصات مائدة جنيف.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أكد، الأسبوع الماضي، على تتشبث الرباط بالعملية السياسية طبقا لأسس الموقف المغربي مع ضرورة التزام كل الأطراف بالمرجعية الأممية الثابتة والواضحة، التي أعاد مجلس الأمن التأكيد عليها في القرار 2468.
وكشف المسؤول الحكومي المغربي، في عرض أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج حول مستجدات القضية الوطنية، عن وجود رغبة ملحة لدى القوى الفاعلة داخل مجلس الأمن، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل الدفع بالعملية السياسية للتوصل إلى حل سياسي نهائي.
هسبريس- عبد الرحيم العسري