
وإن كنت قد سمعت، فهل تعرف إذا ما كانت أفريقية فقط أم عربية أيضاً؟!
سوف تشهد النسخة القادمة من كأس الأمم الأفريقية التي ستنظمها مصر في الفترة ما بين 21 يونيو و19 يوليو المقبل مشاركة ثلاثة منتخبات أفريقية لأول مرة في تاريخها. وهي مدغشقر وبوروندي بالإضافة إلى المنتخب الموريتاني.
قد لا يعرف الكثير من المصريين دولة موريتانيا. وبعض من يعرفها لا يعرف أنها جمهورية إسلامية وعربية ولغتها الرسمية هي العربية!
عندما بدأت العمل في الكتابة الصحفية في دولة موريتانيا في صحيفة السفير، كان السؤال الذي أواجهه دائماً من الأقارب والأصدقاء: هل دولة موريتانيا دولة عربية تتحدث العربية مثلنا أم هي دولة أفريقية فقط؟!
في مؤتمر الشباب الذي جرى في شرم الشيخ العام المنصرم برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز هو الرئيس الوحيد الذي حضر فاعليات هذا المؤتمر. وقد تساءل الكثيرون عن هذا الرئيس الذي يجلس بجوار الرئيس عبد الفتاح السيسي ! وهو ما نقلته واستغلته الصحافة الموريتانية المعارضة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أفضل استغلال!
فالصحافة الموريتانية تتمتع بقدر كبير من الحرية، يسمح لها بانتقاد الرئيس مباشرة. ولا عجب أنها تصدرت الدول العربية من حيث حرية الصحافة في العشرة أعوام السابقة حسب منظمة مراسلون بلا حدود. وإن تراجع ترتيبها قليلا في بعض الأعوام نتيجة بعض التضييقات.
الجهل بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الواقعة أقصى شمال غرب القارة الأفريقية بل يمتد إلى الدول العربية.
يحكي السيد حنفي ولد الدهاه، رئيس تحرير صحيفة تقدمي، أبرز الصحف الموريتانية التي تحظى بنسبة متابعة عالية، أنه لدي وصوله إلى مطار بيروت الدولي لحضور أحد المؤتمرات، تم منعه في البداية من دخول لبنان بحجة أنه ليس لديه تأشيرة. فأخبر موظفة المطار أنه مواطن عربي موريتاني ويستطيع الدخول إلى لبنان دون تأشيرة مسبقة وفقاً لما ينص عليه قانون الجوازات اللّبناني. فسألته موظفة المطار: وهل موريتانيا دولة عربية؟! ثمّ تسأل رئيسها الأعلى عن هذه المعلومة والرئيس يسأل رئيسه الأعلى وهكذا حتى لجأوا في النهاية إلى الإنترنت للتحقق من هذه المعلومة الغريبة!
قام شاب موريتاني يدعى دابي كامارا، مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية بتجربة فريدة من نوعها ونشرها على اليوتيوب، حيث تجول في أحد المدن الأمريكية وأخذ يسأل المارة الذين أغلبهم من أصول عربية عمّا إذا كانوا يعرفون أين تقع موريتانيا. وقد كانت النتيجة أن الأغلبية لا تعرف!
في هذا التقرير المقسم إلى ثلاث حلقات سوف تنشر تباعاً في الأهرام العربي، عرض لبعض المعلومات عن بلاد المور كما يطلق عليها الأوربيون، التى سيشاهد المصريون منتخبها الوطني لكرة القدم في كأس الأمم الأفريقية والتي ستقام في مصر يونيو المقبل متضمنا تعريف عن هذه الدولة صاحبة الحضارة العظيمة. وهي حضارة أهل شنقيط وفيه نبذة مختصرة عن جغرافيتها وتاريخها وأصل تسميتها مع عرض لأبرز شخصياتها في العصر الحديث ولقاءات عابرة مع بعض كتابها ومفكريها وإلقاء نظرة عن مصر في عيون الشعب الموريتاني.
الحلقة الأولي :
دولة موريتانيا وعاصمتها نواكشوط، تقع أقصى شمال غرب القارة الأفريقية. يحدها غرباً المحيط الأطلسي وشمالاً كل من الجزائر والمغرب، وشرقاً مالي وجنوباً دولة السنغال التي لا تخلو علاقتها معها من المناوشات. وهو ما كان سبب للزيارة الوحيدة التي قام بها رئيس مصري لدولة موريتانيا، عندما زارها الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عام 1989 بوصفه رئيسا لما كان يعرف بمنظمة الوحدة الأفريقية "المسمى القديم للاتحاد الأفريقي ". ثم زار دولة السنغال وهو ما ساهم إلى حد كبير في نزع فتيل الأزمة بين البلدين الجارين الشقيقين .
قديماً في العصر الروماني، كان يطلق على كل منطقة شمال أفريقيا اسم موريتانيا. وقد عرفت لدى العرب باسم بلاد شنقيط. ومع بداية عصر الاستعمار الفرنسي في منطقة شمال وغرب أفريقيا أعاد الفرنسيون إطلاق اسم" موريتانيا" على المنطقة بين المغرب والسنغال وهي تعني أرض الرجال السمر.
يبلغ تعداد سكانها أربعة ملايين وستمائة ألف نسمة. يعيشون على مساحة تقترب من مساحة مصر أو تزيد عنها قليلاً، تحديدا مليون وواحد وثلاثون كم2. يدين جميعهم بالإسلام على المذهب السني الأشعري، وفيها نسبة لا تذكر من ديانات أفريقية ومسيحيين أغلبهم من الجاليات أو العمال الأفارقة من كوت ديفوار والسنغال. توجد لهم كنيسة واحدة وسط العاصمة نواكشوط في إشارة إلى التسامح الديني في هذا البلد الطيب.
80% من أصول شعبها قبائل عربية و20% من أصول قبائل أفريقية.
.alderaah-news.net
يوحنا أنور داود