
قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن "الحل الوحيد لقضية الصحراء هو الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية"، مشيرا إلى أن "التطور الديمقراطي الذي عرفته بلادنا، خصوصا بعد دستور 2011، يوضح أن الأقاليم الجنوبية منخرطة بقوة وحيوية في الديمقراطية"، مشددا على أن "حزب الاستقلال كان وما زال وسيظل دائما مع الأقاليم الجنوبية".
وأضاف بركة، خلال التجمع الجماهيري الذي جمعه بساكنة جهة الداخلة-وادي الذهب، عشية الثلاثاء، أن "اللقاء يأتي في ظروف خاصة، على اعتبار أن قضية الوحدة الترابية تُناقش اليوم في مجلس الأمن بالأمم المتحدة"، مؤكدا أن "الأمين العام للأمم المتحدة أورد في تقريره بأن الحل لقضية الصحراء ممكن في أقرب الآجال، الأمر الذي يستدعي وجود تدابير الثقة للوصول إلى الحل".
وأبرز الفاعل الحزبي أن "الملك مد يده للجارة الجزائر، من خلال إحداث آلية للتنسيق والعمل المشترك لخلق الاتحاد المغاربي، وهي يد المغرب التي ما زالت ممدودة للجزائر"، وزاد مستدركا: "جاء النموذج التنموي الجديد أيضا لخلق الثقة، بعدما أكد الملك أنه لا يمكن رهن مستقبل الساكنة في الأقاليم الجنوبية بتسوية القضية على صعيد الأمم المتحدة".
وتابع الأمين العام لحزب "الميزان" مسترسلا: "يجب إعطاء الساكنة الحق في التنمية، ومن ثمة تم وضع نموذج تنموي في الأقاليم الجنوبية بصبغة خاصة، أشركت فيه الساكنة والمنتخبون وممثلو المجتمع المدني والنقابات وكل الفعاليات، حتى تعبر عن طموحها وتطلعاتها، ليتم رصد ثمانين مليارا بغية إنجاز النموذج التنموي الجديد".
كما أورد بركة أن "حزب الاستقلال يدافع عن مصالح الشعب، حتى يتحقق الإنصاف في البلاد وتتقلص الفوارق"، معتبرا أن "جهة الداخلة-وادي الذهب هي قاطرة للعمق الإفريقي للمغرب، بل هي المحور الأساسي للترابط وتحقيق الاتحاد المغاربي"، مستطردا: "يجب ضمان ثالوث أساسي للكرامة، أول أضلاعه الاستقرار، ثم الديمقراطية، وكذلك حرية الاختيار".
من جهته، شدد ينجا الخطاط، رئيس جهة الداخلة وادي- الذهب، على أن "اللقاء يأتي في ظروف حساسة بخصوص الوحدة الترابية التي بدأت تتحلحل"، مشيرا إلى كون "الساكنة اختارت طريق التنمية عوض العيش في الأحلام، لأننا نريد الواقعية والخيارات الملموسة"، مردفا: "كنا دائما في المقدمة للدفاع عن الوحدة الترابية، لا سيما الحكم الذاتي الذي يعد حلا معقولا يمكن تطبيقه على الواقع".
"لقد اخترنا التنمية والإيجابية، ولعل النموذج التنموي الجديد الذي انطلق بالأٌقاليم الجنوبية نموذج ناجح"، وفق تعبير الخطاط، الذي مضى قائلا: "نتوخى منه خلق فرص الشغل وإدماج الشباب، إلى جانب الصحة للجميع والتعليم النوعي الذي يتماشى مع متطلبات سوق الشغل".
أما حمدي ولد الرشيد، منسق الجهات الجنوبية الثلاث لحزب الاستقلال، فقد أكد "العناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس للجهات الجنوبية، وكذلك الملك الراحل الحسن الثاني"، مبرزا أن "الساكنة تريد الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لكي نعيش بكرامة، ومن ثمة لا يمكن أن نتفق مع جبهة البوليساريو".
ويرى ولد الرشيد أن "ليبيا واليمن وسوريا وفلسطين تعرف التشتت؛ لكن المغرب ينعم بالسلام والأمن"، منبها إلى كون "الأمن والاستقرار أساس الاستثمارات والتجارة، وذلك كله بفضل الملك؛ وهو ما دفعنا إلى الانخراط في المشروع حتى تكون الحصيلة كبيرة، المتمثل في المشروع الصادق للحكم الذاتي الذي يمثل أكبر سقف".
هسبريس- مصطفى شاكري