
تسببت الجزيرة القطرية في إثارة غضب الموريتانيين عقب استثنائها كلمة رئيس البلاد محمد ولد عبدالعزيز، من البث المباشر خلال افتتاح قمة بيروت العربية التنموية، حيث طالب البعض بإغلاق مكتب القناة في نواكشوط، معتبرين أن سلوكها يكشف مدى التحكم الفاضح في خطها التحريري وحقدها وعدائها تجاه موريتانيا. وكانت قناة "الجزيرة مباشر" قد عمدت الأحد الماضي خلال تغطية قمة بيروت العربية التنموية إلى قطع الصوت مع بداية خطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، وبثت بدلا عنه مشاهد من خارج القاعة، لتعود فور انتهاء الخطاب إلى مشاهد قاعة المؤتمر، وبقية المداخلات. وفي هذا الصدد، عبر الشيخ سيدي محمد ولد معي، المدير المساعد للوكالة الموريتانية للأنباء، عن عدم استغرابه لهذا السلوك مما وصفها بـ"جزيرة" قطر، أو "علبة الكبريت" التي أشعلت العالم العربي، مؤكدا أن مقاطعة القناة لخطاب الرئيس لن يؤثر علىموريتانيا، بل يكرس زيف ادعاءات مهنية هذه القناة. وأضاف ولد معي أن هذه القناة ستبقى ملاحقة من طرف المواطن العربي بما وصفها بـ"المسؤولية التاريخية القانونية والأخلاقية والدينية، جراء تصرفاتها التي دمرت العالم العربي، وشتتت شعوبه"، في إشارة إلى تحريض "الجزيرة" على أعمال العنف المصاحبة لما يعرف بـ"الربيع العربي". وأوضح أن هذه القناة أظهرت للعالم بهذا التصرف أنها ليست حرة ولا موضوعية، ولا علاقة لها بشعاراتها الزائفة التي ترفعها، بل تمارس عملها من منظور سياسي في إشارة إلى خدمة الجزيرة لأجندات تنظيم الإخوان. أما محمد فال ولد بلال، وهو شخصية سياسية ووزير سابق، فقد انتقد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الخطوة، مشيرا إلى أن ما وصفه بواجب "التحفظ" له كرئيس لجنة مستقلة للانتخابات في موريتانيا، لن يمنعه من التعبير عن استهجان موقف الجزيرة واصفا إياه بـ"الموقف الصبياني". ومن جانبه، قال الكاتب والمدون الموريتاني شيخنا ولد محمد فال، أيضا عبر حسابه على موقع فيسبوك، إنه لم يتفاجأ من تصرف قناة "مأمورة"، مستغربا وجود من يجادل في ذلك، في إشارة إلى موقف الإخوان المتناغم مع سلوك الجزيرة دائما، مختتما تدوينته بالقول "بعد موقفها اليوم ماذا تنتظر قبل غلق مكتبها في نواكشوط؟". وكانت الجزيرة القطرية قد عاودت استهداف موريتانيا، من خلال برنامجها "بلا حدود"، الذي بثته في 2 يناير الجاري، وحاورت فيه القيادي المعارض ومرشح تنظيم الإخوان الإرهابية الفاشل للرئاسيات 2007 صالح ولد حننا، مركزة هجومها الجديد ضدموريتانيا على الموضوع العرقي والطبقي. وخرج مقدم البرنامج وضيفه في تناولهما للموضوع في تلك الحلقة عن عنوان الحلقة السياسي المتعلق بالرئاسيات المنتظرة ربيع 2019، موجهين النقاش إلى بعض التصريحات المثيرة مؤخرا حول الموضوع العرقي، التي شكلت صدمة للسياسة الموريتانية الموالية منها والمعارضة
اليوم الثامن :