
أكدت شركة سي دبليو بي غلوبال الأسترالية (CWP Global) التزامها بتطوير أكبر مشروع هيدروجين عربي، بعد تصريحات سابقة لرئيسها، ألمح خلالها إلى حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية.
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شددت الشركة على أن مشروع أمان للهيدروجين الأخضر في موريتانيا ما يزال حجر الزاوية في إستراتيجيتها، على الرغم من التأخيرات الناجمة عن نقص الطلب.
وكانت الشركة المطوّرة، التي تهدف إلى إنتاج ما يصل إلى 10 ملايين طن من الأمونيا الخضراء سنويًا من 30 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، قد أقرّت سابقًا بعدم التزام أيّ مشترين حتى الآن بشراء الهيدروجين الأخضر من مشروع أمان.
وقال المؤسس، الرئيس التنفيذي لشركة "سي دبليو بي" مارك كراندال، في بيان نشرته الشركة: "فيما يتعلق بمشروع سي دبليو بي ووجودنا في موريتانيا، فنحن هنا، وسنبقى هنا".
وأشاد كراندال بالقيادة البنّاءة والتطلعية للحكومة، التي كان لجهودها الدؤوبة والتزامها بتهيئة بيئة مستقرة وملائمة للاستثمار في الطاقة المتجددة دورٌ أساس في دفع المشروع قدمًا.
عقبات سوق الهيدروجين العالمية
أقرّت شركة سي دبليو بي غلوبال بأن غياب "تشريعات واضحة وضرورية" عالميًا يُؤدي إلى حالة من عدم اليقين تعوق تطوير مشروعات الطاقة النظيفة، لكنها شدّدت على أنها "ليست مشكلة خاصة بموريتانيا".
وكتب الرئيس التنفيذي للشركة مارك كراندال: "بعد زيارتي الأخيرة إلى نواكشوط، ثارت بعض التكهنات حول التزامنا تجاه موريتانيا ومشروع أمان".
"للتوضيح، يسود عالم اليوم حالة من عدم اليقين بشأن سرعة انتقال كوكبنا إلى اقتصاد خالٍ من الكربون"، بحسب ما ذكره كراندال في بيانه الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع: "يعود ذلك إلى غياب تشريعات واضحة وضرورية على المستوى العالمي، من شأنها أن تُعزز هذا التحول الكبير في مجال الطاقة، وهي ليست مشكلةً خاصة بموريتانيا، إن صحّ التعبير".
وشدّد كراندال على أن فِرَق الشركة المختلفة تواصل عملها، مُكيّفةً وتيرة التطوير مع وتيرة الأسواق العالمية، لضمان تزامنهما.
مزايا الهيدروجين الأخضر في موريتانيا
أكدت شركة سي دبليو بي غلوبال أن موريتانيا تمتلك "بعض أفضل" موارد الطاقة المتجددة المجتمعة في العالم (طاقة الرياح والطاقة الشمسية)، وستكون "رابحة" في مجال إزالة الكربون.
وقال كراندال: "لذا، ومع توجُّه العالم نحو إزالة الكربون، ستكون موريتانيا رابحة.. سنكون حاضرين بوصفنا شركة سي دبليو بي طوال هذه الرحلة.. انسحابنا من موريتانيا غير وارد".
وأضاف كراندال أن "سي دبليو بي" تُجري محادثات مع الحكومة الموريتانية، وتُشارك مع شركة التعدين المملوكة للدولة في استكشاف إمكان إزالة الكربون من منطقة تعدين الزويرات.
وأشار إلى أن هذه خطوة أولى أساسية لمشروع أمان وجميع مراحله المستقبلية.
وتابع: "نحن واثقون من إتمام هذا المشروع الإستراتيجي المشترك.. حتى ذلك الحين، ما يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في الأشهر والسنوات المقبلة".
تفاصيل أكبر مشروع هيدروجين عربي
وفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة، وُقّعت مذكرة التفاهم الخاصة بمشروع أمان للهيدروجين الأخضر في موريتانيا -الذي يُعدّ أكبر مشروع هيدروجين عربي- مع شركة سي دبليو بي غلوبال، في مايو/أيار 2021، فيما وُصف بأنه المحور الرئيس في حجز البلاد مقعدها في قطاع الطاقة الخضراء.
ويُعدّ المشروع هو الأضخم في البلاد وأفريقيا عمومًا، باستثمارات ضخمة تُقدَّر بنحو 40 مليار دولار، ويمتد على مساحة شاسعة من الساحل الغربي لموريتانيا.
من فعاليات توقيع اتفاقية مشروع أمان للهيدروجين الأخضر في موريتانيا - الصورة من شركة سي دبليو بي غلوبال الأسترالية
ويهدف مشروع أمان إلى إنتاج 1.7 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، أو ما يعادل 10 ملايين طن من الأمونيا الخضراء، بالاعتماد على توليد 30 غيغاواط من الكهرباء المتجددة من مزيج من طاقة الرياح (18 غيغاواط)، والطاقة الشمسية (12 غيغاواط).
وبينما قرار الاستثمار النهائي لمشروع أمان غير مرجَّح الآن قبل عامي 2029 و2030، أكدت شركة "سي دبليو بي" أنها تواصل تطوير مبادرات أخرى واسعة النطاق في مجال الهيدروجين في المغرب وجيبوتي والأرجنتين وكندا وأستراليا.
يُذكر أن شركة "سي دبليو بي" ومطوّرين آخرين قد سلّطوا الضوء على الحاجة إلى معايير دولية أكثر وضوحًا لإصدار شهادات الهيدروجين، واتفاقيات شراء طويلة الأجل، وضمانات حكومية للحدّ من مخاطر الاستثمار في أسواق الهيدروجين الناشئة.
وتأتي مخاوف شركة "سي دبليو بي" بشأن الطلب بعد أن أشارت دراسة جديدة إلى أن صادرات الهيدروجين الأخضر المُصنّع في أفريقيا إلى أوروبا ستكون غير مجدية إلى حدّ كبير دون تخفيف كبير للمخاطر من جانب الاتحاد الأوروبي، على الرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها القارة لإنتاج منخفض التكلفة، وفق ما نقلته منصة "إتش 2 فيو" (H2 View).