
كشفت مصادر أوروبية عن أعضاء خلية التخطيط العليا لجريمة اختطاف واغتيال الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي والتي تمت في اسطنبول في الثاني من اكتوبر/تشرين أول الجاري.
ووفق موقع أوروبا بالعربي فان الخلية المخططة تضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، وشقيقه الأمير خالد سفير المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، - الذي تؤكد مصادر أمريكية انه لن يعود سفيرا لبلاده في واشنطن التي غادرها 11 أكتوبر - كما تضم الخلية وزير الحرس الوطني الأمير خالد بن عبد العزيز بن عياف، والمستشارين في الديوان الملكي سعود القحطاني وتركي آل الشيخ.
وتؤكد المصادر أن ابن سلمان طلب من أشد مقربيه تشكيل خلية للتفكير في كيفية إسكات صوت خاشقجي، بأي صورة كانت، مع ميله للطرق العنجهية والاستعراضية.
وبدأت الخلية بطرح الخطط والأفكار للنيل من صوت خاشقجي الحر، عبر إغرائه بالعودة للمملكة والتصالح مع ولي العهد على أن يكون من المقربين من الديوان الملكي ويحظى بمنصب كبير.
وتوالت الخطط التي تنوعت بين الإغراء بالجزرة أو الضرب بالعصا، لتحقيق نتيجة واحدة وهي ضمان إسكات خاشقجي.
وسعى سعود القحطاني لإغراء خاشقجي للعودة للمملكة، وتحدث له عن رضا ابن سلمان عليه رغم تصريحاته ضده، وأنه ينوي التصالح معه والوصول لنقطة اتفاق.
فكرة جهنمية
لكن حيلة القحطاني لم تنطل على خاشقجي الذي عمل لسنوات طويلة على مقربة من الديوان الملكي ويعرف أساليبه في العمل مع المنتقدين.ولكن خاشقجي فتح ثغرة سمحت للأمير خالد باستغلالها لطرح فكرة جهنمية لاستدراج الضحية إلى مثواه الأخير.
وطلب خاشقجي من السفير خالد بن سلمان استصدار بعض الأوراق التي يحتاجها لاستكمال إجراءات زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
وهنا اقترح السفير خالد على خلية التخطيط استدراج الضحية لقنصلية الرياض في اسطنبول التركية بحجة أن الأوراق مطلوبة للسلطات التركية لإتمام إجراءات الزواج.
وعرض السفير خالد على الخلية وضع خطة لاختطاف خاشقجي من القنصلية، أو حتى قتله والتخلص منه.
وكان خاشقجي مقربا من الديوان الملكي لعقود وشغل مناصب إعلامية بارزة واستشارية حساسة في المملكة، قبل أن يتولى محمد بن سلمان ولاية العهد، ويبدأ حملة اعتقالات شرسة ضد أصحاب الرأي والداعين للإصلاح والحريات والديمقراطية.
واستطاع خاشقجي مغادرة المملكة إلى منفاه الاختياري الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي، وأطلق تصريحات مثيرة متعهدا بإعلاء صوت المعتقلين لدى ابن سلمان.
وبقي خاشقجي يدعو الدول لوقف جنون ابن سلمان واعتقالاته التعسفية، لرجال الأعمال والأثرياء والدعاة والعلماء والحقوقيين، والنساء.
واتخذ الصحفي المخضرم من مقالاته في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية منبرا لإيصال صوت الشعب السعودي التواق للحرية والذي يطالب بالإصلاحات الديمقراطية.
ومع خطط ولي العهد في الاستمرار بنهج قمع الحريات ومنع أي انتقاد لخطواته التي تثير جدلا كبيرا وتضمن ارتكاب جرائم خطيرة وانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، قرر أن يسكت صوت خاشقجي الذي يزعجه، ويفضح جرائمه.
الدوحة - الشرق