
إصرارٌ واضحٌ على خلق بؤر إزعاج للدولة المغربية، تواصله جبهة البوليساريو، هذه المرة من خلال ما يسمى "الطلبة الصحراويين" الذين يعقدون مؤتمرهم الثالث بمخيمات تندوف، متمسكين بـ"طروحات الانفصال، وتأجيج الصراع كخيار، من أجل استمرار المواقع الجامعية التي يوجدون داخلها شوكة في حلق المغرب وفي عقر داره".
المؤتمر، الذي شهد حضورا عدديا ضعيفا وعرف لخبطة كبيرة على مستوى الضبط والتنظيم، "ناشد الطلبة الانفصاليين إلى الالتحاق بالتنظيم العسكري و"الجيش الصحراوي"، وتناسي تأثيرات القبلية والعرقية، التي تحدد بشكل كبير قرارات الطلبة واختياراتهم، مطالبا بتنزيل القوانين ومؤسسات الانفصالين داخل الجامعات وفي أعراف الطلبة فيما بينهم".
وأردف المؤتمر أن "الطلبة ملزمون باستكمال ما أسماه "تحرير الصحراء، ومواجهة المغرب حربيا، ووقف المخدرات والجماعات الإرهابية بكثرة في المنطقة، مهيبا إياهم بترك الدراسة والالتحاق، بحكم أن العديد من قيادات التنظيم الانفصالي السابقة كانت قد تركت مقاعد الدراسة لصالح التنظيم"، في حين أن أبناء القيادات الحالية تواصل دراستها في الديار الإسبانية والكوبية.
نوفل البوعمري، خبير في قضية الصحراء، أوضح أن هذا التحرك "يتعلق بدعوة صريحة من طرف إبراهيم غالي إلى الطلبة الموالين له خاصة الموجودين بالمدن الجامعية المغربية للانخراط في مليشيات الجبهة"، مُذكرا بمحاولات مجموعات منهم "خلق التوتر في بعض الجامعات المغربية خاصة منها مراكش وأكادير، وكيف أدى دخولهم في مواجهات مع باقي المكونات الطلابية إلى سقوط ضحايا".
وأضاف البوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الطلبة يظهرون في العديد من الفيديوهات وهم بالزي الرسمي لمليشيات الجبهة داخل الحرم الجامعي وأمام باحات المحاكم، حيث حوكم بعضهم في مراكش لارتكابهم لجرائم يعاقب عليها القانون"، مشيرا إلى أن الأمر يشكل تحديا للقانون سواء الدولي منه الذي يحظر ممارسة العنف أو الدعوة له خاصة من لدن من يدعون أنهم نشطاء حقوقيون أو سياسيون، وكذا للقانون الوطني الذي يُعاقب على مثل هذه الممارسات".
وأردف المتحدث أن "الأمر ليس دعوة لتبني فكرة خيار الاستفتاء التي تظل في وضع كملف الصحراء مقبولة، بالرغم من أن من يتبناها أقلية الأقلية، لكن الخطورة تكمن عندما يتحول هؤلاء إلى جيش احتياطي لمليشيات الجبهة مهمته خلق حالات التوتر بالجامعات المغربية في مناسبات محددة وإحداث الفوضى داخلها".
وزاد البوعمري أنه "ليس كل الطلبة المنحدرين من الأقاليم الصحراوية يتبنون هذا الطرح وهذا الخيار؛ بل أغلبهم متشبثون بوطنهم وبوحدته وبمشروعه الديمقراطي"، مكملا أن "الملك سبق أن أكد أنه لا مجال للتساهل؛ فإما أن يكون الشخص مغربيا أو لا يكون. وشدد على إنهاء وضع رجل هنا ورجل هناك، وهو ما على الجهات المختصة تطبيقه من خلال القانون لا غير".
هسبريس – نور الدين إكجان