الحرب الأمريكية في الشرق الأسط، و"خبشة" العمر...

 فور ما نسمع بوفاة أحد، يتبادر السؤال التالي بسرعة إلى اذهاننا: "كمْ كان عمره؟"

ولا يقتصر السؤال بالضرورة على الميت، بل قد يطال فضولُنا الأحياءَ في حالات كثيرة. وهذا ما ينتابني اليوم وبصورة غريبة جدا. ففعلا "خبشة" التوقف عند معرفة بعض الأعمار التي تسكنني منذ فترة، غير مسبوقة. وهي كماما يلي:

ارقام (حسب التسلسل التصاعدي):

عمر إسرائيل= 76 عاما.
عمر جوناثان سلحفاة (فكرون)  = 192 عاما
عمر الولايات المتحدة = 249 عاما
عمر إيران كحضارة: أكثر من 2500 سنة
عمر فلسطين كحضارة/ شعب: أكثر من 3000 سنة.

ملاحظات:

جوناثان- (السلحفاة الظاهرة على الصورة)- هي الآن أقدم حيوان بري حي على وجه الأرض. بينما "العم سام" وذراعه العسكري والسياسي في الشرق الأوسط هما أقل الدول الأربع السابقة الذكر تاريخا من حيث المدة الزمنية؛ وهذا بدرجة مذهلة جدا: تفوقهما فلسطين وإيران بآلاف السنين، مما يجعل هذه المقارنات العمرية بلا معنى، اللهم إن كان بين أمريكا والدولة الصهيونية من جهة، والسلحفاة العجوز من جهة ثانية؛ حيث تتفوق هذه الأخيرة على إسرائيل ب: 116 سنة؛ وتنقص عن الولايات المتحدة ب: 57 عاما، أي: بأقل من ربع عمر جيل من عجائز السلاحف (لفكارين).  

يُعرف جوناثان بسلميته، كما هو حال السلاحف بصورة عامة. في حين يتميز "العم سام" هو و"ابنته المدللة" بعدوانيتهما الشديدة وغطرستهما العنيفة؛ صفات إجرامية تعود أصولها التاريخية إلى نشأتهما-وكأنها في جيناتهما: اعتمد مؤسسو الدولتين سياسة الإبادة والتطهير العرقي للسكان الأصليين ("الهنود الحمر" في القارة الأمريكية، والعرب فيما صار يعرف بإسرائيل).

خلاصة[i]

هل العمق التاريخي عند الدول والحضارات البشرية يتناسب عكسيا مع مسلكياتها السلمية؛ بينما تكون هذه المسلكيات طردية عند الحيوانات تبعا لطول اعمارها؟

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

-------------------

[i]بدلا من "خلاصة"،  ترددتُ كثيرا في كتابة "سؤال في الزراعة"، كما يقول الفكاهيون أحيانا في بلادنا.