تكريم غير مسبوق في باكودين: با بوكار سولي يدعو إلى إنشاء شبكة وطنية للمواطنين...صور

ثلاثاء, 25/02/2025 - 16:32

كانت بلدة باجودين في يومي السبت 22 فبراير والأحد 23 فبراير 2025، محط أنظار الضفة بأكملها، وأكثر من ذلك موريتانيا كلها والسنغال. نعم لقد أشاد سكان مقاطعة امباني بالوزير والسياسي السابق السيد با بوكار سولي حيث  اغتظت الخيمة المقامة عند سفح جبل ديكلي بالحشود .

وقد جمع هذا الحفل العظيم، الذي حمل شعار الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، كل المكونات العرقية في البلاد. لقد كان الحدث بالفعل بوتقة ثقافية حقيقية، مشبعة برغبة واضحة في تعزيز العيش المشترك، الذي يعكسه مضيف الحفل في كل تجلياته و كان محل العديد من الشهادات.

وفي كلمته بالمناسبة، قال السيد بوكار سولي، بعد أن شكر الحضور الكبير الذي قدم من جميع أنحاء البلاد والسنغال المجاورة: "إن حفل التكريم هذا يوضح تمامًا المزيج الثقافي الذي يتطلب منا السعي الدؤوب في تعزيزه وتوطيده، مع رغبة واضحة في ترسيخه من اجل التعريف بشكل أفضل لخصوصياتنا الثقافية ودعم هويتنا الوطنية القائمة على العدالة والمساواة والأخوة بين جميع المواطنين. وأضاف "ساتيغي": "إن تحقيق هذه القيم الموريتانية التي ننادي بها من كل قلوبنا يرتكز على قدرتنا على قبول بعضنا البعض، وجعل خصوصياتنا مصادر إثراء وتكامل؛ وسيكون ذلك أيضًا وقبل كل شيء يعتمد على مدى استعدادنا لوضع كل شيء معًا لخدمة المصالح العليا لشعوبنا، ومصالح الأمة والدولة. ولكي لا نتوقف عند هذا الحد، فقد أوصي  بإنشاء شبكة وطنية للمواطنين، يتم تكليف فريق أساسي بالترتيبات العملية لتنظيمها وتنفيذها.

 

باكودين على قائمة المدن التراثية

بالعودة إلى تاريخ باكودين، مدينته التي تأسست قبل عام 1512، طالب المتحدث بإدراجها على قائمة مدن التراث مبررا ذلك لكونها تمثل إحدى المناطق التي شهدت الأعمال العظيمة لملحمة دنيانكوبي ولأنها تعتز بالأمل في الانضمام إلى مجموعة المدن القديمة في التراث الموريتاني ، إن هذه المنطقة التي يعود تاريخها إلى ألف عام، وهي منطقة دينيانكي، هي المنطقة الوحيدة في "هيبيا" التي عرفت حكم "الفاربا" و"الساتيجي" و"الألمامي". كما طالب با بوكارسولي، سليل مؤسس وموحد الفولا التاريخية، الأمة بتكريم كولي تيغيلا، من خلال تسمية أحد شوارع نواكشوط باسمه.

 

حفل شهادات محل اجماع

كما أشاد بحرارة بدوره  كلا من الرئيس السابق للجمعية الوطنية ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد مسعود ولد بالخير، والأصدقاء منذ فترة طويلة، كان عبدو الوهاب، انكايدي ألاسان، ديالو داودا، رئيس تابيتال بولاجو؛ الجنرال اديا أداما، الزعيم التقليدي لهليبي والوزراء السابقون، با ديه مامودو وكان عثمان، ورئيس بلدية نواكشوط السابق، محمد محمود أغربط، ولد ابنيجارا؛ عمدة بلدية مكطع لحجار بابا مصطفى و عمد  بلديتي باكودين، وامباني، وكهيدي و نائب بابابي، مستضيف الحفل مقدمين له تحية تقدير واحترام و مسلطين الضوء علي وطنيته وعلاقاته المتنوعة والمتعددة الثقافات وكرمه ونضاله من أجل الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي.

وقد بين بالمناسبة السيد كان عثمان عن وطنيته واعتزازه للفوتانكي، بينما تحدث النائبة الوطنية عن حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية و الوحدة ، وهي من مواليد باكودين، عن المدرسة السياسية الجيدة والمرجعية التي يظل بوكار سولي يمثلها. كما اجمع الحضور الكريم بمدى كرم الرجل، الذي قدم خدماته لجميع الموريتانيين، بيض أو سود،  بيظان، بولاريين، سوننكيين أو ولوف، معتبرين أن با بوكار سولي يستحق بجدارة التكريم الذي تم تقديمه في هذا اليوم لكونه شخصية كرست حياتها كلها لخدمة مواطنيها.

 أما شباب المقاطعة فقد ذكروا الاهتمام الذي يليه الرجل لتعزيز خطواتهم السياسية الأولى مؤكدين أنهم لن يترددوا في السير على دربه لضمان خلافة مشرفة.

وقد شارك في الحفل البهيج وفد من اللجنة المستقلة الوطنية للانتخابات برئاسة بلال ولد ورزك، عضو في اللجنة وبعضوية  الأمين العام للجنة وبعض موظفيها للتعبير عن دعمهم لبوكار سولي أحد حكماء اللجنة.

 

 ظل ملحمة "صامبا غالاديو"

وفي ختام هذا الظهور الرائع من الثناء، تحدثت بتأثر شديد السيدة ديه مامودو با، الوزيرة السابقة وسليلة كولي تيغيلا، عن علاقاتها الشخصية مع شقيقها وابن عمها بوكار سولي من باجودين، قبل أن تذكر بروابطه بمقاطعة مقامة، وبالتحديد ب"والي"، وساغي، وسينثيان بادالال، وهي قرية رئيسية، وبوغل وافيمبو.

وقد قرأت بعد ذلك كلمة إعتراف موجهة إلى الحكومة تطالب بتصنيف ملحمة صامبا غالاديو باعتبارها تراثًا ثقافيًا غير مادي على المستوى الوطني. كما عادت سليلة زعيم دينيانكي التي تسمي تقليديا ب دوال سوالامو (الملكة)، لفترة وجيزة إلى وحدة جدها مذكرة عقده لتحالفات مع جيرانه للدفاع عن أراضيه وتوسيعها، وبالتالي فقد مثل في الواقع حلقة وصل بين المجتمعات الموريتانية المختلفة. ويمكننا أن نضيف هنا أن الرجل هو أيضًا الجد للعديد من الآباء المؤسسين لموريتانيا الحديثة.

وقد ألقي عمدة بلدية باكودين با صامبا بوكار كلمة عبر فيها نيابة عن بلديته بأكملها، بالترحيب بجميع المشاركين مشيدا بمبادرة سكان مقاطعة امباني لتكريم أحد أبنائها الجديرين الذي كرس حياته كلها لخدمة ليس فقط أحبائه ولكن أيضًا جميع الموريتانيين.

وقد وشحت اللجنة التوجيهية لباكودين بوكار سولي بعقد و خاتم من الفضة. وقال رئيسها مامادو كيسي : "هذه مساهمتنا المتواضعة في حق هذا الرجل ذو المكانة الوطنية"، مشيرا إلى أن القلادة تشبه تلك التي يضعها رؤساء الدول حول أعناقهم عندما يؤدون اليمين. و قد كلا من تولي رئيس المجلس الجهوي للبراكنة محمد المصطفى ولد محمد محمود ورئيس بلدية باكودين مراسيم وضع الوسام.

أما شباب "سوريمالي" بقيادة العقيد الجمركي سار الحسن، فقد نقلوا بعد استعراضهم في قاربهم على النهر، في حفل استقبال الفنان بابا مال في امباني، هذا المركب المزين بألوان وطنية إلى مدخل الخيمة التي تستضيف الحفل في باكودين. وقال رئيس الحفل في تقديمه ان القارب يسير علي الاسفلت وذلك بفضل سحر سادة النهر (سوبالبي). وفي الموقع، قدموا هدية متواضعة إلى بوكار سولي، بحضور بابا مال، للاحتفال بهذا الحدث.

 

من المفيد إلى الممتع

وقد تميز حفل التكريم الذي أشرف عليه رئيس اللجنة المنظمة بأمسية فنية وثقافية رائعة (ليلة جوندابي). و هو الحفل الذي كان في الماضي،  بمثابة فرصة لإعادة النظر في وتمجيد الإنجازات العظيمة للحرب في المواطن الاصلية عبر الأغاني.

واستمرت هذه السهرة الليلية المنظمة تحت رئاسة الفنان بابا مال الذي استقبله في امباني حشد كبير يقود العديد من الزوارق المزينة بالأعلام الموريتانية والسنغالية حتى الفجر ، كما حدث في سباقات القوارب. كما واكبت الموكب عشرات السيارات والخيول إلى باكودين. ومن السنغال وموريتانيا، تهافتت الفرق الفنية لإضفاء أجواء الاحتفال بأغانيها ورقصاتها وأصوات الطبول و غيرها من الآلات.

 

تعبئة قوية للمنتخبين الاطر

لقد أبدى المنتخبون و أطر امباني تعبئة وتجانسًا كبيرًا. كما أثبتوا بذلك، فضلا علي طموحاتهم الشخصية، قدرتهم على رفع تحدي الوحدة والانتقال. فقد كشفت الانتخابات المحلية والرئاسية الأخيرة عن بعض الاحتكاكات التي تم تسييرها والتغلب عليها في هذه المناسبة العظيمة للتكريم.

و قد حضر الحقل كلا من النائبان انيانغ مامادو يونس وبابوي كيبي؛ الحاج حمادي سيدي با، عمدة بلدية انيابينا جارلول؛ مامادو كيسي، مدير البنية التحتية في المنطقة الحرة لنواذيبو و رئيس اللجنة المنظمة، كما ذكرنا سابقًا؛ و المدير العام السابق للشركة الوطنية للمياه حمزاتو اتيام، الرئيس التنفيذي السابق لشركة لجنة اللوجستيات، الدكتور همباتي با، المدير العام للمعهد الموريتاني دولي للبحوث البحرية و الصيد و رئيس لجنة الاتصالات؛ السيد الحسن سك؛ عمدة بلدية امباني، المدير العام المساعد لشركة تربية الأسماك والصيد القاري  ومنسق الحدث، عليو ثيوفي ديوب، ورئيس لجنة المالية، با بوكار عبدو الله، ملحق بالرئاسة، وأبو ييرو سار، عضو لجنة الاتصال، والذين كانوا جميعهم مما يظهر حجم الحدث. كما لعب الكل دورهم كاملاً في مواجهة تحدي التنظيم، الذي قد كان بفضل ذلك رائعا ً للغاية

جديد الأخبار