
يواصل المحتجون الموريتانيون من كافة الأطياف السياسية ومن عامة المواطنين تركيز احتجاجاتهم المتواصلة على مقر السفارة الأمريكية في نواكشوط، وهو ما أرجعت الشعارات المرددة واللافتات المرفوعة أسبابه لوقوف الولايات المتحدة العلني مع العدو الصهيوني في حربه المتواصلة على الأهالي في فلسطين.
وشدد الخطباء في تظاهرات الاحتجاج المنظمة قبالة سور السفارة على ضرورة أن تقوم الحكومة الموريتانية بطرد السفيرة الأمريكية من نواكشوط بعد أن أظهرت حكومة بادين وقوفها العسكري والسياسي إلى جانب إسرائيل، وبعد استخدامها للفيتو إجهاضاً لقرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف العدوان.
وأكد الشيخان ولد بيبه، الأمين العام للرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني “أن هذه الوقفات المنظمة قبالة سفارة أمريكا وقفات جهاد وشهادة وفداء للشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال بالحجارة والصواريخ، وهي دعوة صريحة من الشعب للحكومة من أجل طرد السفيرة الأمريكية من موريتانيا، وإغلاق السفارة الأمريكية”.
وقال في كلمة أمام آلاف المحتجين أمام السفارة الأمريكية “إن الفلسطينيين يواجهون الموت بالصبر والإيمان”، مشيراً إلى “أن السفارة الأمريكية هي سفارة الكيان الصهيوني الكبرى، وأن أمريكا هي المسؤولة الأولى عما يحدث في غزة من دعم للعدوان، ومن استخدام دائم للفيتو ضد القرارات الدولية، ومن تزويد للعدو بالأسلحة والمتفجرات”.
واحتج الكاتب محمد باب القصري على استقبال وزير العدل الموريتاني للسفيرة الأمريكية، وقال: “كان مثيراً للغضب والاشمئزاز اجتماع وزير العدل بالسفيرة الأمريكية من أجل إصلاح القضاء وتعزيز حقوق الإنسان في موريتانيا!”، وهي التي رفضت بكل صلف وصفاقة واحتقار تسلم خطاب الأحزاب السياسية الرافض للعدوان، كما تنخرط إدارتها في الإبادة تخطيطاً وتسليحاً ودعماً وقتالاً”.
وأضاف: “منذ اليوم الأول ظل رأس الدبلوماسية الأمريكية ينشط عضواً مؤثراً في مجلس الحرب في تل أبيب، يحضر الاجتماعات المفصلية ويوجه ويخطط، هو وعشرات الخبراء والمعاونين، بل تحول إلى مجرد “ناعق رسمي” باسم الصهاينة المجرمين المعتدين، فكان من غير الوارد الجلوس مع قتلة النساء والفتيات لنتعلم حقوق النساء والفتيات، ولنعزز حقوق الإنسان في موريتانيا”.
وزاد: “صبيحة السابع من أكتوبر ومع بشارات الفتح الأولى، وما تلاها من إبادة ومجازر انتقامية نازية، تأجلت كل المشاريع وأرجئت كل الأعمال، إذ لا صوت يعلو فوق صرخات النساء والأطفال، من تحت الركام وعلى أطلال البيوت المهدمة، ولا ذكر إلا ليوميات الحرب، ولا فكر إلا في دمائنا النازفة”.
وأضاف: “رغم الجراح والألم، فإن معركة الطوفان كانت فرقاناً أسقط الأقنعة وفضح خطط الأعداء ومكرهم الكبار، ولم تعد دعاواهم العراض ولا شعاراتهم الزائفة لتنطلي على أحد”.
وتواصلت بمدينة نواذيبو العاصمة الاقتصادية الموريتانية الاحتجاجات الداعمة لفلسطين، حيث نظم العشرات من نشطاء الرباط الوطني لدعم الشعب الفلسطيني وقفة تضامنية أمام القنصلية الإسبانية الواقعة في قلب المدينة، مرددين شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومؤكدين أن الكيان الصهيوني زائل لا محالة.
وأكد الخطباء أمام القنصلية الإسبانية “أنهم سئموا من نفاق الغرب، ومن سكوته على أشلاء الأطفال والنساء والدوس على الحقوق والكرامة”.وأشار الخطباء إلى أن “الشعب الفلسطيني يسطر قصة ملحمة تاريخية غير مسبوقة في ظل صمت عربي مخزٍ، ومع تواطؤ غربي غير مسبوق”.
هذا وشهدت مدن وقرى موريتانيا الإثنين إضراباً عاماً شمل الأسواق والمدارس، حيث تفرغ الجميع للمشاركة في الاحتجاجات التي تقررت مواصلتها مع تركيزها على السفارة الأمريكية
عبد الله مولود
نواكشوط-«القدس العربي»