مأمورية الغزواني تتعثر بانعدام وزير أول مقتدر و ولد المامي يتصدر بفضل تجربته المؤهلين لرئاسة الحكومة

سبت, 12/02/2022 - 10:14

لم تبقي من المأمورية الخمسية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الا ثلاثة سنوات، رغم ان الرجل ابلي بلاء حسنا وصادقا ومستمرا في عزمه على احداث التغيير المنشود لتجسيد مشروعه المجتمعي الطموح علي أرض الواقع.

ولم يعد الرئيس اليوم مطمئنا كما يستحق بجدارة ذلك بسبب شركائه في الجهاز التنفيذي وبالدرجة الاولي الوزير الأول و الحكومة اللذان يسيران، بالرغم مما مروا به من تجديد و تبادل في الوظائف و المناصب في الاتجاه المعاكس لطموح ولد الغزواني للسير بالبلاد الي الامام.

كما ان الوقت المتبقي من المأمورية الرئاسية لم يعد يسمح باختبار وزير أول آخر غير معروف بتجربته الواسعة في التسيير و حسن الإدارة و الصرامة و الإصلاح الشامل و الحصيلة الملموسة علي أرض الواقع.

ولذا لم يبقي للرئيس لإنقاذ مأمورية الحالية و ضمان خمسيته الثانية والاطمئنان و الشعور بالارتياح باستمرار بسير البلاد علي الاتجاه الصحيح الذي يصب في مشروعه المجتمعي الا البحث عن الرجل المناسب في المكان المناسب بناء علي مشوار الأطر الموريتانية والتي مع الأسف الشديد لا يحظى الا العديد القليل منها بتلك الخصال والميزات و المؤهلات

ويتفق العديد من المراقبين والمحللين العارفين للشأن الموريتاني خلال العقود الأخيرة علي أنه لا يوجد اطار موريتاني نظيف الايدي و ناجح في التسيير و محاربة الفساد واحد يستجيب لهذه الشروط باستثناء المدير العام السابق للجمارك الوطنية الفريق الداه ولد حمادي ولد المامي، الذي يشهد له الجميع بإصلاح القطاع برمته بعد ان وجده في وضعية مزرية والذي بفضله تمكنت الجمارك من فرض نفسها بقوة في المصادر المالية الضخمة للخزينة العامة.

وهو ما يعني ان الرئيس ولد الغزواني مطالب اكثر من أي وقت مضي وهو في مرحلة حاسمة من مأموريته ان يدرك بجلاء إخفاقات حكوماته المتعاقبة و ان يستخلص الدروس و العبر من ذلك.

كما يجب ان يعلم ان الذين يصفقون له اليوم و يعبرون دعمهم له غير صادقين وانما يحضرون بكل صبر لطي صفحته في السنوات الثلاثة المقبلة مع الحرص ان لا يشعر بتلك المؤامرة الخفية التي راح ضحيتها اكثر من رئيس.

نعم الرئيس ولد الغزواني هو اليوم في أشد الحاجة الي تكليف رئيس وزراء قادر علي ان يضخ دماء جديدة في العمل الحكومي و يسير في اتجاه الإصلاح المنشود و ذلك ما برهن الفريق ولد المامي علي انه أهلا له في بلاد سئم مواطنوها من الفساد المستشري و تعاقب الوزراء و الحكومات دون أي تقدم ملحوظ وبالرغم من الدعم المطلق الذي حظوا به من رئيس يجعل المصلحة العليا دوما ودائما في صميم مشروعه المجتمعي.

جديد الأخبار