
قال المفوض السابق دداهي ولد عبد الله في مقابلة مطولة أجراها مع الزميل "الفكر" سنوردها لكم علي شكل مقاطع، إن لإدارة أمن الدولة دورا في إفشال كل الانقلابات كاشفا النقاب عن بعض الحقائق غير مسبوقة حول اسباب صدام أمن الدولة في عهد الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطايع مع حركة "أفلام"
***
سؤال: ما سبب صدامكم مع حركة "أفلام"؟
داداهي ولد عبد الله: حركة "أفلام" مثل باقي الحركات، ولكل شيء سبب وهي تنظيم أنشأته أياد أجنبية في موريتانيا ،وحسبما أجريناه من تحقيقات شاملة، وبحوث دقيقة عام 1986، فقد وجدنا أن الذي أمر بتأسيس حركة "افلام" ومن كلف بتأسيسها كانوا من أصول أجنبية حسبما صرح به بعض الزنوج الموريتانيين الأصيلين، الذين ينتمون لمكوناتهم المعروفة لدى الجميع، والكل يعلم، أنه في زمن الاستعمار وبداية الدولة الوطنية كان للأجانب حضور معتبر في هياكل الدولة، وبقيت هنا ذرياتهم، وهذا ما جعل الزونوج الموريتانيين يشعرون بالمضايقة والتهميش لصالح هؤلاء الأجانب، وهذا سبب التحركات الزنجية في الستينيات، فالذين أصدروا ذلك البيان، طرحوا إشكالية مضايقتهم من طرف عناصر زنجية أجنبية، احتلت مكانتهم في موريتانيا، فقبل العام 1966 لم يحدث حراك في موريتانيا، ولم توجد حركة عنصرية، وفي سنة 1983 نشأت حركة " افلام"
وبعد التحقيق مع عناصرها في العام 1986 اكتشفنا أن من أمر بإنشائها في الأصل ليس موريتانيا حسب تصريحات العناصر المعتقلة آنذاك والتي شملها التحقيق، وبعد اكتمال التحقيق فكلما حصلت شكوك أن شخصا أومجموعة أشخاص ضالعون فيما يمكن تكييفه كعمل ممنوع قانونا ،ويعاقب عليه أشعر به وكيل الجمهورية ووجه إليه المتهمون ليبدأ بعد ذلك مسلسل التقاضي، وأما أصحاب المحاولة الانقلابية العنصرية التي وقعت سنة 1987م فطبق عليهم نفس المسار، والمعتقلون 99% منهم مدنيون، وليفهم الجميع أن التحقيق مع المشتبه به هو دور الشرطة القضائية لدى مصالح الأمن، وهذا الجانب يديره فعليا وكيل الجمهورية بصفته المسؤول المركزي عن الشرطة القضائية.
***
سؤال: ما أهم ما خلصتم إليه تحقيقاتكم في موضوع هذا الانقلاب؟
دداهي ولد عبد الله : أهم ما توصلنا إليه هو أنها محاولة انقلابية عسكرية عنصرية، ينفذها تنظيم سري ذو جناح عسكري يقف وراءه الأجانب،
وليكن في علمكم أن هذه الحركات السرية بعضها تمتلك أجنحة عسكرية ،فقد يكون الإنسان وهو في مرحلة الدراسة قد انتمى إلى حركة معينة ويجري امتحان الجيش ويصبح ضابطا وقد انتمى لهذه الفكرة، ويحضر الاجتماعات السرية، ولدينا البراهين على ذلك، وقل أن توجد حركة من الحركات الأيديولوجية إلا وتمتلك جناحا عسكريا من أجل القيام بانقلاب عسكري لتطبيق مبادئ تلك الحركة، وبخصوص حركة افلام فأهم ما خلصنا إليه هو أنها حركة عنصرية ذات طابع أجنبي تحاول قلب النظام الموريتاني لصالح لون معين، ومن المفارقات أن هذه هي المحاولة الانقلابية الوحيدة في هذا البلد التي يتفق الجميع أنها ذات طابع عنصري محض.
الانقلاب من حيث المبدأ مجرم ومحرم و ليس عادلا، أحرى إن كان له طابع عنصري.
**
سؤال: هل صحيح ما أشاعته المخابرات ساعتها، من أن المنقلبين كانوا ينوون تنفيذ تصفيات عرقية؟
دداهي ولد عبد الله : من عادة المخابرات أنها لا تشيع أمرا إلا ولها عليه دليل، ولا تتدخل إلا إذا أبيح لها التدخل ولكن لا نقوم به إلا في وقته.
لقد نشرت حركة افلام وثيقتها، وهي موجودة على الانترنت، وكما جاء في بيان ما يسمى بالمشعل الإفريقي أن الهدف من تأسيسه هو تهيئة الأسود الإفريقي الموريتاني نفسيا وعسكريا ،لأخذ السلطة في هذا البلد الذي هو مالكه الأول.
***
سؤال: أثناء الاعتقالات هل فر بعض عناصر هذه الحركة؟
دداهي ولد عبد الله: ما من اعتقال من اعتقالات الحركات السرية ،إلا وينجو بعض أفرادها بالاختفاء أو الفرار، وكل من وجدناه سيق إلى العدالة.
***
سؤال: هل مارستم في حقهم التعذيب؟
داداهي ولد عبد الله :لا علم لي بذلك وأنا كنت مديرالبحث ولكن مجرد الاعتقال يعتبر تعذيبا في رأي المعتقل، فمنذ أيام اعتقلت الشرطة بعض الأفراد وادعوا أنهم عذبوا، وكل ما في الأمرهو أنهم استجوبوا من قبل ضابط وسألهم عن أسمائهم ومعلوماتهم الشخصية فقط.
وللتبسيط فالشرطي المنظم للمرورعندما يستفسر المخالف للمرور، عن سبب تجاوزه للضوء الأحمر فهذا في نظر كثيرين إهانة وتعذيب وهو بالفعل ليس كذلك.
**
سؤال:: هل حدثت اعتقالات بعد ذلك في هذه الحركة؟
داداهي ولد عبد الله: كل ما أعلم من أمر الاعتقال هو اعتقال أعضاء التنظيم 1986م ثم اعتقال أفراد المحاولة الانقلابية1987