
لم تعد التلفزة الوطنية صندوق رنين للأنظمة كما الفنا منذ عقود كما انها لن تخرج منذ اليوم عن الموضوعية والاعلام البناء والمثمر لتصبح منبر للجميع حكاما ومحكومين يعبر كل منهم وجهة نظره في تبادل للرأي والراي الاخر يطبعه الاحترام والبحث عن المصلحة العامة ويرتقي عن تصفية الحسابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
تلك هي صورة التلفزة الوطنية الناعمة التي نتطلع اليها منذ عقود والتي نراها اليوم تتنامى بشكل مضطرد و تأخذ طابعا ملموسا منذ تعيين الصحفي المتمرس ذات الخبرة الاعلامية الطويلة محمد محمود ابو المعالي.
فولي بدون رجعة زمن ابواق النظام والمتنفذين وتهميش المواطنين حتى ان ذوي الحاجات الخاصة أصبحوا يتابعون بحماس واهتمام اوضاع البلد والعالم عبر نشرة الاخبار بعد ان تم اقصائهم الي حد قريب.
لقد مثل تعيين محمد محمود ابو المعالي التصحيح بما في الكلمة من معني للاختلال الاعلامي وجعل الامور في نصابها ورفع التلفزة الموريتانية الي القمم حيث انها اصبحت تنافس بجدارة القنوات الخاصة بعد ان كانت مهملة ولا أحد يصدق ما تنقله من اخبار بسبب حرصها الشديد على اعطاء صورة مثالية للنظام والحكومات المتعاقبة وكل من اراد ان يتخذها منها منبرا لتبليغ رسالة مزيفة الي الجمهور.
كما يشهد موظفي وعمال الموريتانية لمديريها ابو المعالي العديد من الاصلاحات الجوهرية من قبيل التغطية الاخبارية المباشرة من جميع انحاء البلاد وكل الولايات واستفادت العمال من اجورهم بشكل دائم بعد ان كان تضيع عليهم بسبب اختلاسها من طرف المسئولين الكبار في القناة العمومية.
واكثر من ذلك رفض ولد ابو المعالي ضغوط رموز نافذين في القناة منذ عقود للبقاء في الوظائف العالية وهو ما اشترطه المدير العام للموريتانية بمعيار الكفاءة الذي لا يتوفر لدي غالبيتهم.
وجدير بالذكر ان محمد محمود ابو المعالي أدار بجدارة صحيفة "اخبار نواكشوط" ذائعة الصيت في موريتانيا والعالم العربي والتي تعتبر اول صحيفة مستقلة تصدر يوميا و تتناول في صفحاتها الغنية الشأن الوطني و العربي والافريقي.
كما ينحدر ولد ابو المعالي من أكاديمية اعلامية وطنية مرموقة مثلت ناصعة الاعلام الحر الموريتاني منذ عقود وتحت ادارة الاعلامي والدبلوماسي المحنك شيخنا ولد النني الذي تكون على يده جيل من الاعلاميين المتألقين في اللغتين العربية والفرنسية يمثلون اليوم النواة الحقيقية للأعلام الخاص قبل لجوء النظام الجديد المتطلع الي الافضل الي هذه النخبة من اجل رفع الاعلام العمومي الي اعلي المستويات بدء بالتلفزة الوطنية والوكالة الموريتانية للأنباء
وهو الهدف الذي تم تحقيقا بالفعل بالرغم ان عطاء ابو المعالي في تطوير التلفزة الوطنية لم يبلغ بعد ذروته بل سيمثل مكسبا غير مسبوق و مفاجئة سارة في السنوات المقبلة حين يقرر الموريتانيون و غيرهم تثبيت متابعة الاخبار الوطنية والإقليمية والدولية علي "الموريتانية" فقط دون ان يضطروا الي متابعة فنوات الجزيرة و العربية و ميادين و افرانس 24 و غيرها
ويعني كل هذا الاصلاح المتواصل والمظفر والذي يرفض البعض الاعتراف به ان ابو المعالي كسب من استاذه المتمرس ولد النني ارادته القوية التي لا تقهر و جزء من خطورته المعروفة التي اشتهر بها في عهده في الاعلام الخاص و التي لا يعتبر القليل منها اقل خطورة ليعلم من يتربصون بالرجل بسوء وينشطون للإيقاف عجلة الاصلاح و التألق