رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا يدعو للمشاركة في تشاور سياسي سينظم قريبا

ثلاثاء, 03/08/2021 - 06:59

 دعا سيدي محمد ولد الطالب أعمر، رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، “كل الشركاء في العمل السياسي الوطني إلى العمل بكل جهد من أجل إنجاح عملية التشاور المزمعة، والتعاطي مع كل القضايا التي ستتم إثارتها خلالها بإيجابية ومسؤولية وفعالية”.
وأوضح في مؤتمر صحافي نظمه أمس بمناسبة مرور عامين على انتخاب الرئيس الشيخ الغزواني “أن السنتين اللتين انقضتا على تولي الرئيس الغزواني للسلطة في موريتانيا شهدتا الكثير من الإنجازات في جو مشبع بالتحديات”.
وتحدث ولد الطالب أعمر عن الانفتاح السياسي، فأكد أن الرئيس الغزواني أظهر في مناسبات مختلفة تصميمه على تنقية الحياة السياسية الوطنية من الشوائب ومعالجة الاختلالات المتراكمة، المهيمنة، والمعيقة لبناء دولة ديمقراطية قوية، تؤمن لمواطنيها الحرية والكرامة والرفاه”.
وهكذا، يضيف ولد الطالب أعمر، عمل الرئيس منذ الوهلة الأولى على إشاعة مناخ سياسي ملؤه الثقة والانفتاح والمسؤولية، وتوطدت سنة التشاور بين السلطة التنفيذية وقيادات المعارضة، ممثلة بزعيم المعارضة الديمقراطية، وبقادة الأحزاب السياسية”.
وقال: “وفي خضم هذا الجو المفعم بالثقة، تأسست منسقية الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان مزيلة غمامة من عدم التفاهم طالما حكم العلاقة بين الأغلبية والمعارضة، وأصبح التنسيق بين الكتلتين حول ما تقتضيه المصلحة الوطنية الجامعة، وما تتطلبه الظروف الاستثنائية، متجاوزة بذلك الأجندات الحزبية الخاصة”. وزاد: “وهكذا نشأت جبهة وطنية واسعة وقوية، مكنت من التصدي لظاهرة الفساد، عبر لجنة التحقيق البرلمانية، ومن دعم الحكومة ومؤازرتها في مواجهة جائحة كوفيد19، وانبثقت عنها منسقية لأحزاب المعارضة والأغلبية، تتولى الآن الإعداد للتشاور الوطني الشامل، المزمع تنظيمه قريباً بحول الله”.
وعن ترسيخ الحريات العامة، أكد ولد الطالب أعمر رئيس الحزب الحاكم “أنه أحرز تقدماً عبر مراجعة النصوص الخاصة بحرية التنظيم والتعبير، وتعزيز حرية الصحافة وتطوير قدرات الإعلام العمومي، وتقوية طابعه المهني، وتحسين الخبرات في كافة مؤسساته، وتقوية البث وتوسيع شبكاته المختلفة، ومراجعة الخط التحريري، والتركيز على البرامج التنموية، وعلى التنوع الثقافي”.
وأضاف: “لقد حقق العمل الحكومي خلال السنتين المنصرمتين إنجازات تشابه المعجزات، حين نستحضر ما ورثته سلطات البلد من ترد في أوضاع المؤسسات، وتراجع في هيبة ومصداقية الدولة، وبسبب الأموال التي تم نهبها خلال عشر خلت لم يميز فيها بين الحامي والمفسد، كما أن تجاوز هذه الحكومة لكوفيد19 ومخلفاته بأقل أضرار ممكنة، جعل الإشادة بالمجهود العمومي واجب الجميع، ولا زال العمل متواصلاً في سبيل تنفيذ برنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن”.
وقال “إن مرور سنتين من مأمورية التحدي برهنت على أن الدولة ماضية في تعزيز استقلالية القضاء وتطوير بنيته التحتية، وتحسين وتعزيز اللامركزية، وتقوية سلطات المجموعات المحلية، وتنمية المبادرات الجماعية، وتسهيل إجراءات وتحسين ظروف الولوج إلى خدمات الحالة المدنية، من خلال مراجعة الإطار المؤسسي والنصوص التنظيمية المتعلقة بتسيير موظفي ووكلاء الدولة، وبمدونة الشغل، وبنظم التقاعد والضمان الاجتماعي”.
وأضاف: “لقد تم منح الأولوية لمكافحة سوء التسيير وتفكيك أدواته بالاختيار الأمثل للمسؤولين وبالشفافية، والصرامة في الرقابة وتطبيق مبدأ العقوبة والمكافأة، وتعبئة الموارد اللازمة لهيئات الرقابة، وتشكيل محكمة العدل السامية، وتكثيف جهود محاربة الرشوة والفساد ومتابعة المسار القضائي المتمخض عن تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، وإنشاء أطر وفضاءات لتشاور مطمئن هادئ ومسؤول بين الأحزاب السياسية، وبين الأغلبية والعارضة، وتعزيز الثقة مع الشركاء الاجتماعيين، بحثاً عن إجماع وطني واسع حول القضايا الأساسية”.
وأكد رئيس الحزب الحاكم “أن الرئيس الشيخ الغزواني عمل على تعزيز دور موريتانيا الإقليمي والدولي وتموقعها الجيوسراتيجي، وحماية هيبة الدولة والدفاع عن مواطنينا أينما كانوا، وقد قاد سيادته مبادرات عديدة في هذا السياق، نذكر منها ما قام به من جهود لتخفيف مديونية الدول النامية، من أجل مواجهة آثار كوفيد19”.
وفي تحليل لمجريات السنتين المنصرمتين من حكم الغزواني، حذر المدون والمحلل السياسي محمد الأمين الفاضل من فشل الرئيس الغزواني، وقال: “لو فشل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مأموريته الحالية لا قدر الله، فإن موريتانيا ستدخل في نفق مظلم لا أحد يعرف كيف ستخرج منه، وذلك لعدم جاهزية بديل في الوقت الحالي، فالمعارضة لم تتمكن خلال العقد الماضي من خلق قيادات بديلة بعد تراجع أو انتهاء دور قادتها التاريخيين، والأغلبية حالها معروف، ومن هنا فإن موريتانيا لا قدرة لها على تحمل أي فشل جديد، وهذا أمرٌ يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الرئيس محمد الشيخ الغزواني، ويزيد أيضاً من حجم مسؤولية النخب التي يفرض عليها الواجب الوطني العمل من أجل تجنب أي فشل جديد”.

جديد الأخبار