السعودية : هل يحضّر ولي العهد لحملة اعتقالات جديدة لأمراء معارضين؟

اثنين, 10/09/2018 - 11:41

قال المحلل الأمريكي سيريل ويدرشوفن، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لا يزال يواجه معارضة داخل الأسرة المالكة لخططه وطموحاته، رغم أنه يحظى بدعم كامل من والده الملك سلمان.

وأضاف ويدرشوفن، في مقال نشره على موقع “أويل برايس” الأمريكي المتخصص في أخبار النفط والغاز، إن الأوضاع في السعودية تشير إلى أن ولي العهد السعودي قد ينفذ حملة اعتقالات أخرى في فندق ريتز كارلتون بالرياض.

الأوضاع في السعودية تشير إلى أن ولي العهد السعودي قد ينفذ حملة اعتقالات أخرى في فندق ريتز كارلتون بالرياض.

ويشير ويدرشوفن إلى ما شهدته المملكة العام الماضي من اعتقال العديد من الأمراء ورجال الأعمال بالفندق الشهير ضمن ما قالت السلطة إنها حملة محاربة للفساد، وقال معارضون إنها محاولة للإخضاع والابتزاز.

ويضيف المحلل الأمريكي أن التغيرات الكبرى في السعودية لن تتم دون ثمن يتجلى في انعدام الاستقرار والصراع، وربما الأزمات.

ويشير إلى أن التأجيل المتكرر للطرح الأول لشركة أرامكو، وتعثر المشاريع العملاقة التي عهد بها إلى صندوق الثروة السيادي، والتغييرات الطارئة على النسيج الاجتماعي، قد تقوض مكانة ولي العهد.

وتزايدت الانتقادات الدولية للتغيرات الجارية بالمملكة في تزايد، فسياسات ابن سلمان أصبحت هدفاً مفضلاً لوسائل الإعلام الغربية، إذ تتوالى المقالات السلبية بشأن تداعيات “رؤية السعودية 2030” التي أطلقها ولي العهد، فضلاً عن انتقاد سجل الرياض بمجال حقوق الإنسان والحريات الدينية.

ويرى ويدرشوفن أن أغلب الانتقادات الخارجية لابن سلمان ليست مستندة إلى أسس صحيحة، فالتغيرات الجارية بالنسيج الاجتماعي السعودي وفي مكانة النخبة الوهابية المحافظة لا يمكن الاستهانة بها، خصوصا إذا تم النظر إليها بمنظار غربي، إذ إن جعل المملكة تساير ركب القرن الـ 21 لن يتم دون اضطرابات داخلية وربما انتكاسات.

ويقول المحلل الأمريكي إن إحداث تغييرات بالنظام الاجتماعي المحافظ ونظام اقتصادي ريعي سيكون قاسياً وصعباً، وسيكون على ابن سلمان التعامل مع المعارضة الداخلية والخارجية لخططه، مع مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية للمملكة.

ويدرشوفن: إحداث تغييرات بالنظام الاجتماعي المحافظ ونظام اقتصادي ريعي سيكون قاسياً وصعباً، وسيكون على ابن سلمان التعامل مع المعارضة الداخلية والخارجية لخططه

ويلفت المحلل الأمريكي في مقاله إن الانتقاد الذي وجهه الأمير أحمد بن عبد العزيز لسلوك السعودية في حرب اليمن، ويقول ويدرشوفن، إن ذلك لا يشكل تهديداً وجودياً للملك وولي عهده، فالمعارضة الداخلية وعدم الرضا على ما يقوم به ابن سلمان والسلطة التي تركزت بين يديه ما تزال موجودة، فالعديد من أعضاء الأسرة الحاكمة يرون أن ولي العهد قليل التجربة بسبب صغر سنه، وكثير الاندفاع.

وفي الوقت الذي حظي فيه ابن سلمان بضوء أخضر لكي يضع رجاله في مؤسسات الدولة لتكريس سلطته، تنتظر العديد من الجهات بالأسرة الحاكمة الفرصة المواتية لاسترجاع بعض من نفوذها المفقود، مما يعني أن شن حملة مماثلة لما تم بفندق الريتز عام 2017 ليس وشيكاً، لكنه غير مستبعد.

ويرى ويدرشوفن أن ابن سلمان يحتاج إلى مواجهة قيام معارضة قوية داخل المؤسسة الدينية التي يتحالف جزء منها مع بعض الشخصيات المحافظة من آل سعود، ويضيف أن الملك وولي عهده مستمران في التنفيذ التدريجي لإستراتيجية إزاحة المتدينين المحافظين والمتطرفين من مراكز القوة بالدولة دون دفعهم كثيرا للخروج إلى المعارضة العلنية.

وبالنسبة لولي العهد فإن سياسة الاعتقالات في أوساط شخصيات ليبرالية بارزة -ولا سيما من النساء- بمثابة إشارة تحذير للمحافظين بأن آراءهم تحت المراقبة، وفي الوقت نفسه يستمر ابن سلمان في سحب النفوذ من بين يدي علماء الوهابية بالمملكة.

وينبه المحلل الأمريكي إلى أن تثبيت أو انتزاع السلطة من بين أيدي بعض النخبة المحافظة أو العلماء أكثر أهمية في نظر ابن سلمان ومناصريه بالعائلة الملكية من مراعاة حرية الأفراد.

ويشير ويدرشوفن إلى أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل ولي العهد، فأمامه معارضة داخل الأسرة الحاكمة وطبقة من المحافظين والعلماء ليست راضية على فقدان النفوذ، وفي الوقت نفسه عليه تحقيق نجاح في خططه الكبرى، وعلى رأسها الطرح الأولي لأرامكو والمشاريع الاستثمارية الكبرى.

ووفقاً لويدر شوفن، إذا لم يتحقق النجاح لمشاريع ابن سلمان فإن الصورة الإيجابية التي رسمت له لدى الشباب السعودي ستتبدد وتصبح شيئاً من الماضي.

جديد الأخبار