لمّح حميد شبار سفير المملكة المغربية في موريتانيا «لدخول علاقات الرباط ونواكشوط مرحلة عادية»، وذلك في تصريح أدلى به مساء أمس بعد تقديمه أوراق اعتماده للرئيس الموريتاني.
وأكد شبار الذي انتظر عدة أشهر قبل تقديمه أوراق اعتماده «أن لقاءه أمس مع الرئيس الموريتاني كان فرصة سانحة لإبلاغ الرئيس تحيات الملك محمد السادس ومشاعر المودة والتقدير لشخصه المحترم».
وقال: «يعبّر الاستقبال عن روابط المودة التي تربط المملكة المغربية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية ونسأل الله التوفيق للعمل مع موريتانيا قيادة وحكومة وشعبا لخدمة مصلحة البلدين الشقيقين».
واختار المغرب حميد شبار سفيراً في موريتانيا، خلفاً لعبد الرحمان بنعمر، الذي وافته المنية نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام قبل الماضي، بعد توليه السفارة في نواكشوط منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وعمل حميد شبار سابقا سفيراً للمغرب في أكرا، ويعتبر من أكثر الأسماء الدبلوماسية المغربية قرباً من ملف الصحراء، بعضويته في اللجنة التي قدمت مشروع الحكم الذاتي للصحراء أمام الأمم المتحدة في نيسان/ أبريل 2007، وتولى لفترة المفاوضات مع قوات «المينورسو» التابعة للأمم المتحدة.
وتشهد العلاقات بين المغرب وموريتانيا توتراً سياسياً منذ سنوات، بدأ بقيام حكومة نواكشوط سنة 2011 بطرد مدير وكالة المغرب العربِي للأنباء من البلاد، وأمهلته 24 ساعة لمغادرة أراضيها، وهو القرار الذي اعتبره المغرب آنذاك، غير ملائم.
هذا وتفاءل محللون مهتمون بمسار العلاقات بين موريتانيا والمغرب، بتعيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد وزيراً للخارجية الموريتانية قبل أيام، ورأوا فيه مؤشراً على تحسن مرتقب للعلاقات بين نواكشوط والرباط المتوترة منذ سنوات.
وضم هؤلاء المحللون المتابعون لهذا الملف، تصويت موريتانيا الأخير لصالح استضافة المغرب لمونديال 2026، لمؤشرات التحسن المرتقبة والتي من ضمنها طرد الحكومة المغربية آخر العام الماضي، لرجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد بوعماتو الذي كان مقيماً في مراكش.
وستتضح أكثر مؤشرات التحسن، إذا قرر الملك محمد السادس القدوم إلى موريتانيا للمشاركة في القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي المقررة يومي 1 و2 يوليو/تموز المقبل في نواكشوط.
«القدس العربي»