مشروع "ميغاتون مون" لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيامخطط مشروع "ميغاتون مون" لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا - الصورة من الموقع الرسمي لشركة "غرين غو إنرجي"
ينتظر إنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا مشروعًا ضخمًا من شأنه أن يصبح بين أكبر 5 مشروعات في العالم.
فقد كشفت شركة التطوير الدنماركية "غرين غو إنرجي" (GreenGo Energy) خططًا لبناء مصنع للهيدروجين الأخضر على شكل هلال بقدرة 35 غيغاواط في موريتانيا، سيُشغَّل بوساطة 60 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
المشروع، الذي يُطلق عليه اسم "ميغاتون مون"، يضم عددًا مذهلًا من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح على شكل هلال، مساحته 150 ألف هكتار، وسيكون "مرئيًا من الفضاء".
كما سيشمل بناء محطة ضخمة لتحلية المياه ومنازل سكنية ومنشآت صناعية ومزارع زراعية في الصحراء، بالقرب من العاصمة نواكشوط، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
مشروع الهيدروجين الأخضر في موريتانيا
سيُمكّن مشروع "ميغاتون مون" من تحقيق إمكانات تحويلية حقيقية لموريتانيا فيما يتعلق بالتنمية على المستويات: الاجتماعي والاقتصادي والصناعي الأخضر والزراعي الأخضر والحضري، من خلال الهندسة المعمارية الفريدة والموقع الإستراتيجي للعاصمة، بحسب ما أكدته شركة "غرين غو".
وأضافت الشركة -في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-: ""سيقدّم النموذج الجديد وفرة من المياه والطاقة الخضراء بتكلفة منخفضة، في العاصمة والصحراء".
وسيُبنى "ميغاتون مون" على 3 مراحل رئيسة، من المقرر أن تدخل المرحلة الأولى التشغيل التجاري بحلول عام 2028، وتكتمل المرحلة النهائية بحلول 2033-2035.
وستنتج أجهزة التحليل الكهربائي بقدرة 35 غيغاواط نحو 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، والذي يُمكن بعد ذلك دمجه مع النيتروجين الموجود في الهواء لإنتاج 18 مليون طن من الأمونيا الخضراء.
ومن المقرر أن ينتج مشروع "ميغاتون مون" نحو 190 تيراواط/ساعة من توليد الرياح والطاقة الشمسية سنويًا، مع استعمال الفائض من الكهرباء الذي يزيد عن 10 تيراواط/ساعة "لتسهيل تطوير صناعة الزراعة الصحراوية المحلية واسعة النطاق، وإنشاء صناعة خضراء جديدة، بما في ذلك سلسلة التوريد المحلية".
وسيوفر المشروع أكثر من 70 مليون طن من المياه المحلاة سنويًا لتسهيل هذا التطوير، أي 3 أضعاف ما يُستهلك في منشأة ميغاتون نفسها لإنتاج الوقود الأخضر.
وأكدت الشركة الدنماركية أن رؤية المشروع هي "تنفيذ حل دائم ومستدام بنسبة 100% لمشكلة ندرة المياه والكهرباء والطاقة الحاسمة التي كانت -تاريخيًا- ثابتة في نواكشوط وموريتانيا عمومًا".
موارد موريتانيا وموقعها الإستراتيجي
علّق الرئيس التنفيذي لشركة "غرين غو إنرجي" كارستن نيلسن بقوله: "إن أزمة المناخ حقيقية.. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية للوفاء بالتزامات باريس والحياد الكربوني.. ولكننا نحتاج -أيضًا- إلى العمل على نطاق واسع مع إحداث تأثير".
وتابع: "يجسّد ميغاتون مون العمل المناخي مع طموح توفير 1% من إجمالي الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050 للوصول إلى الحياد الكربوني".
مخطط مشروع "ميغاتون مون" لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا
مخطط مشروع "ميغاتون مون" لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا - الصورة من الموقع الرسمي لشركة "غرين غو إنرجي"
وشدد نيلسن على أن "موريتانيا تتمتع بموقع مثالي لتصبح واحدة من مراكز إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا في المستقبل لمجموعة من الأسباب القوية".
وأضاف: "تمتلك موريتانيا بعض أفضل مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العالم، ومساحات واسعة من الأراضي المسطحة المناسبة، والقرب الساحلي للمياه والشحن".
كما قال: "تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر تبلغ نصف تكلفة إنتاج شمال أوروبا، ومن المحتمل أن تكون أقلّ، علاوةً على ذلك، تتمتع المنطقة ببعض السياسات المالية الأكثر ملاءمة للمشغّلين في القارة.. ويُعدّ القرب من مراكز التحميل في الاتحاد الأوروبي ميزة إضافية".
ولم تكشف الشركة المطورة التكلفة المحتملة للمشروع، لكنها قالت، إنه "سيُمَوَّل من خلال نهج الشراكة الراسخ لشركة غرين غو إنرجي مع مستثمري المستوى الأول في مجال الطاقة الخضراء".
إنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا
من جانبه، قال رئيس قسم تطوير ميغاتون العالمي في الشركة أندرس هاين جنسن: "إن تطوير مشروع بهذا الحجم يتطلب تعاونًا وثيقًا مع سلسلة التوريد وشركاء الشراء".
وأضاف: "من المقرر أن يجذب حجم المشروع إنشاء إنتاج محلي للألواح الشمسية وشفرات توربينات الرياح ومكونات التحليل الكهربائي التي نتفاوض بشأنها حاليًا على مذكرات تفاهم مع الشركات المصنّعة".
وقال المدير القُطري لشركة "غرين غو" في موريتانيا إبراهيما دياغانا: "إن حكومتنا سعيدة للغاية بمشروع ميغاتون مون، ولا سيما العناصر التي ستعزز إمكانات التنمية الهائلة لبلدنا".
وتعمل "غرين غو" على تطوير مشروعات الطاقة المتجددة منذ عام 2011، وتمتلك 75 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات ومشروعات تحويل الكهرباء إلى وقود محايد للكربون، قيد التطوير أو البناء، في جميع أنحاء العالم.
وأُعلِنَ العديد من المشروعات الأخرى بحجم غيغاواط في موريتانيا، بما في ذلك مشروع نور بقدرة 10 غيغاواط التابع لمجموعة شاريوت إنرجي، ومشروع بقدرة 10 غيغاواط، وتصل تكلفته إلى 34 مليار دولار، بقيادة شركة مصدر الإماراتية.
كما وقّعت شركة النفط البريطانية بي بي مذكرة تفاهم مع الحكومة الموريتانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لتقديم برنامج مبتكر لاستكشاف إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع في البلاد.
الطاقة المتجددة في موريتانيا
أفادت وكالة الطاقة الدولية بأن قدرة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة في موريتانيا -حاليًا- لا تتعدى أكثر من 1 غيغاواط، بحسب بيانات 2022، وسط خطط طموحة لمضاعفة هذه القدرة عدّة مرات خلال الأعوام المقبلة.
وتزيد القدرة المخططة لمشروعات الطاقة المتجددة في موريتانيا على 70 غيغاواط، وهي ثاني أكبر مرشح لقيادة تحول الطاقة في القارة السمراء بعد مصر، بحسب تقديرات غرفة الطاقة الأفريقية.
وأظهر تقرير صادر عن الغرفة استحواذ الطاقة الشمسية على 13 غيغاواط من القدرات المخططة في موريتانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتستحوذ طاقة الرياح البرية على 21 غيغاواط، يتبعها الهيدروجين بقدرة 35 غيغاواط، إلّا إن أغلب هذه القدرات ما زال في مرحلة الخطط أو الاقتراحات
دينا قدري