موريتانيا: تنديد بالقصف الإسرائيلي لغزة وغضب لزيادة الأوضاع سوءاً بعد القمة العربية

أربعاء, 15/11/2023 - 16:28

تتواصل في موريتانيا دعوات الحث على مواصلة شد الأحزمة انتصارا لفلسطين، مع التأكيد على الاستمرار في الضغط على العدو الصهيوني وداعميه الغربيين، إلى جانب المؤازرة الكاملة للأهالي المنكوبين والمشردين.
وأظهرت الحكومة الموريتانية استمرارها في موقفها الصلب المعارض لما يجري في الأراضي المحتلة من تقتيل وتدمير مدعوم بصمت دولي مريب.
فقد شدد بيان لوزارة الخارجية الموريتانية على «تنديد حكومة نواكشوط بالقصف الإسرائيلي الإجرامي الذي استهدف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، والذي ينضاف إلى السجل الأسود من الاعتداءات الهمجية الممنهجة للجيش الإسرائيلي على كل ما يمت للحياة بصلة في قطاع غزة الخاضع لحصار خانق ظالم».
ودعت الحكومة في بيانها «المجتمع الدولي إلى هبة قوية من أجل الوقف الفوري لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل، وفتح المعابر والممرات الإنسانية لتقديم الإغاثة العاجلة للمواطنين الفلسطينيين».
وبمناسبة إحياء ذكرى إعلان الدولة الفلسطينية، عبر الرئيس الغزواني في رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن «أصدق عبارات المواساة في ضحايا المجازر البشعة التي ترتكب في حق المواطنين العزل في غزة والضفة» راجيا في رسالته «أن تضع هذه الحرب الغاشمة أوزارها سريعا وينعم الشعب الفلسطيني بالسلم والأمن والرفاه».
وواصلت شخصيات دينية وسياسية موريتانية مؤثرة حثها على ألا يخف ويتراجع زخم الانتصار لفلسطين، ولا مستوى النكير على العدو الصهيوني وداعميه الغربيين.
وأكد القيادي الإسلامي محمد جميل منصور في تدوينات متواصلة «أن المعركة تتصاعد، والهجوم البري متواصل رغم التصدي البطولي للمقاومة، والخذلان العربي لا يحد منه استدعاء متأخر لسفير بعد أن أحرجتنا بوليفيا الرائعة وكولومبيا والتشيلي بقراراتها القوية قطعا وطردا».

دعوات لمواصلة الانتصار لفلسطين وإدانة العدو وداعميه الغربيين

وأضاف «المقاومة وشباب عز الدين يقومون بما عليهم وعلى أحسن حال، ويبقى ما علينا، لنكثف الأنشطة ونتوسع في أشكال الدعم ونواكب مجازر العدو وإثخان المقاومة فيه بدعاء لا ينقطع وإسناد لا تلجلج فيه وحيوية تري إخواننا المجاهدين ما يسرهم ويرفع معنوياتهم».
وزاد «لكي نعرف الفرق بين المقاومة والاحتلال، لكي نفهم طينة كتائب القسام وطبع نتنياهو وقواته، لكي نحس بالفارق أخلاقا وسلوكا حربيا وشجاعة وإقداما، يكفي أن ننظر إلى من يستهدفهم القسام وإلى ضحايا جيش الاحتلال، مع جند محمد الضيف الضحايا هي الدبابات والمصفحات، ومع الصهاينة الضحايا: الأطفال والنساء».
وانتقد ولد منصور صمت بعض الهيئات الحقوقية والسياسية الموريتانية، قائلا «لم أسمع صوتا يندد بما يحدث للفلسطينيين وبما يفعله الصهاينة لبعض رجال السياسة ودعاة حقوق الإنسان في بلادنا، أذلك بسبب الانشغال بالقضايا المحلية!!! أو بسبب التخير في ملفات الظلم ونوع الظالمين وهوية المظلومين، أرجو أن يصلح من يعتبر نفسه معنيا حاله ويستدرك خطأه».
أما الشيخ محمد الحسن الددو الذي يتابعه الآلاف عبر العالم فقد كتب حاثا على مواصلة الانتصار «مازال واجب الأمة تجاه الأهل في غزة وعموم فلسطين قائما، فجددوا نياتكم، وتذكروا معاناة إخوانكم، وصبرهم، وتضحياتهم، فانصروهم بالمال والدعاء والمواقف الداعمة؛ فذلك أقل القليل في حقهم، وأجركم على الله».
وبينما كان المنتظر أن تؤثر نتائج القمة العربية الأخيرة على الأوضاع في غزة، لاحظ كبار المحللين الموريتانيين أن الأوضاع في غزة ساءت أكثر مما كانت عليه من قبل انعقاد القمتين المتأخرتين: فقد أكد المحلل السياسي محمد الأمين الفاضل «أن العدو الصهيوني رد على قرار القمتين المتأخرتين بتكثيف الهجوم على المستشفيات وإخراجها عن الخدمة والبدء في تنفيذ أسوأ محرقة في التاريخ ضد الأطفال الخدج ومرضى السرطان والكلى في مستشفيات غزة».
وقال «لم يتحقق أي شيء من «فورية» قرار القمتين، فلا قوافل للمساعدات تم إدخالها بشكل فوري كما جاء في القرار، ولا مصر اتخذت خطوات فورية، ولا مجلس الأمن أصدر قرارا فوريا، ولم يلغ العدو إجراءاته الوحشية بشكل فوري، ولم نشاهد تحركا دوليا فوريا، ولا عودة فورية للنازحين، ولا وقفا فوريا لقتل المدنيين، ولا تحركا دوليا فوريا لإطلاق عملية سلام جادة وحقيقية». وأضاف «للأسف الشديد لا يختلف حال الشعوب العربية والإسلامية عن حال الحكومات، فكلاهما، أي الشعوب والحكومات، قد خذل أهلنا في غزة، وهذه حقيقة لابد أن تُقال الآن، وبأعلى صوت».
«إن القول بتقصير الحكومات العربية والإسلامية، يضيف الكاتب، هو قول صحيحٌ لا خلاف فيه، ولكن الصحيح أيضا هو أن الشعوب العربية والإسلامية قد قصرت هي الأخرى في حق أهلنا في غزة، ولم يكن تحركها خلال الأسابيع الماضية بحجم الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو في غزة، إذ كان من المفترض أن تكون تحركات الشعوب العربية والإسلامية أقوى مما شاهدنا حتى الآن، وبخاصة بعد أن ركز العدو في هجومه على المستشفيات، وحصاره للمرضى في سابقة إجرامية لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل، فكنا نتوقع أن ترد الشعوب العربية والإسلامية على هذه الجرائم غير المسبوقة باعتصامات مفتوحة أمام سفارات الدول الغربية الداعمة للعدو، وكذلك أمام سفارات الدول العربية المطبعة، وأن تستمر تلك الاعتصامات المفتوحة دون توقف إلى ان تُراجع تلك الحكومات مواقفها».
وزاد «وإذا كانت بعض حكومات أمريكا اللاتينية قد فضحت الحكومات العربية والإسلامية بمواقفها القوية الداعمة لأهلنا في غزة، ففي المقابل، فإن بعض الشعوب الغربية بمسيراتها المليونية وبأنشطتها المتعددة قد فضحت هي الأخرى الشعوب العربية والإسلامية، والتي لم يكن، للأسف، تحركها مناسبا لبشاعة جرائم العدو، ولا لاستثنائية معركة طوفان الأقصى»

عبد الله مولود - نواكشوط ـ «القدس العربي»:

جديد الأخبار