شوارع نواكشوط لم تعُد آمنة! 

أربعاء, 29/03/2023 - 12:17

جملةٌ كانت تترددُ دائما على مسامعي دون أن أعيرها كثير اهتمام، ربما لاعتقادي أنها مبالغة و أن المدن الكبيرة لا تخلوا من حالات تلصص نادرة شيئا ما، لكنني تأكد هذا المساء من كونها حقيقة لا غبار عليها.

في حدود الساعة 23h كنتُ أمر من جانب مفترق طرق مدير، عائدا من زيارة أحد الزملاء، فإذا المشهد المفاجئ، كرٌّ و فرٌّ و مطاردات أبطالها مراهقون كالأشباح بأيديهم عصيٌّ و أسواطٌ و ضحاياها رجال من مختلف الأعمار، أغلبهم في أزياء تقليدية، يتضح من حالهم أنهم عائدون للتو من أماكن العمل. 

حاولتُ أن أتأكد مما يحدث، فإذا بشخص ستيني به إعياءٌ شديدٌ، و يسير في خطوات متسارعة حد الهرولة، يفاجئني بقوله: 

- " اهربْ اشبهلك، هذا ال اتراع فيه كامل الا اللصوص، شوف آن ظهري ارغن بيه البط، و انكلعو مني تلفوناتي كاملات و النجدة ماهي خالكة " 

لم يكد الرجل ينهي كلامة بصوته المبحوح حتى غمرتنا موجة من الرجال و النساء الفارين من صولات اللصوص الذين يبدو أنهم متمركزون في تلك المنطقة، يمارسون الحِرابةَ، منتهزين فرصة انشغال أفراد الأمن الوطني في تأمين مباراة المرابطون مع نظيرهم الكونغولي التي كانت تدور أحداثها في تلك اللحظات، كما نبهني إلى ذلك لاحقا أحدُ المارة بعد أن انقشع غبار المعركة، و نُجِّينا بفضل الله. 

 

هذه مجردُ حلقة قصيرة من حلقات النهب والسلب و الاعتداء التي تحدثُ دائما في هذه المدينة المترامية الأطراف، و لعلها نذيرُ خطر على الساكنة، و باعثٌ  على اليقظة و الحذر.. 

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

 

#اللهملكالحمد

جديد الأخبار