شراكة إيرانية جزائرية لتسليح البوليساريو ضد المغرب

أربعاء, 08/03/2023 - 17:17

‬إيران‭ ‬لا‭ ‬تعير‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬للبوليساريو‭ ‬أو‭ ‬الجزائر‭ ‬إلا‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬سيسهلان‭ ‬عليها‭ ‬تحويل‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬صراع‭ ‬عسكري

تدرك‭ ‬إيران‭ ‬أنها‭ ‬تواجه‭ ‬عقبات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتنزيل‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬التوسعية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إدراكها‭ ‬لقوة‭ ‬الاختبارات‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬«النماذج‭ ‬الممكنة‭ ‬للتعاون»‭ ‬لتحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬منافسيها‭ ‬الإقليميين‭ ‬«الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬المغرب،‭ ‬فرنسا،‭ ‬إسرائيل،‭ ‬السعودية،‭ ‬الإمارات‭..‬إلخ»‭.‬
 

ويبرز‭ ‬الاستعداد‭ ‬الإيراني‭ ‬للتغلغل‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬شبكة‭ ‬معقدة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬والمغتربين‭ ‬الشيعة‭ ‬اللبنانيين‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭ ‬«ما‭ ‬بين‭ ‬200.000‭ ‬و300.000‭ ‬لبناني‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬الكوت‭ ‬ديفوار‭ ‬والسنغال‭ ‬ونيجيريا»،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر،‭ ‬مثل‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬التي‭ ‬تسارع‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬إحباطاتها‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬وفشلها‭ ‬العسكري‭ ‬هي‭ ‬وممولتها‭ ‬الجزائر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحويلها‭ ‬تدريجيا‭ ‬إلى‭ ‬ميليشيا‭ ‬تابعة‭ ‬لها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬
 

إن‭ ‬المرمى‭ ‬البعيد‭ ‬لإيران‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬إفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬إقليمية‭ ‬تابعة‭ ‬لها‭ ‬إيديولوجيا،‭ ‬وأيضا‭ ‬عسكريا‭ ‬وسياسيا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تثبيت‭ ‬الوكلاء‭ ‬كطوق‭ ‬محلي‭ ‬لمنع‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتنافسة‭ ‬من‭ ‬تركيز‭ ‬نفوذها‭.‬
 

وتسعى‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليح‭ ‬البوليساريو‭ ‬بالطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬«الدرون»،‭ ‬وتوظيف‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬لتدريب‭ ‬مرتزقة‭ ‬على‭ ‬استعمالها‭ ‬بتواطؤ‭ ‬مفضوح‭ ‬من‭ ‬كابرانات‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري،‭ ‬إلى‭ ‬إرغام‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وتحييد‭ ‬نفوذه‭ ‬الديني‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬وإلهائه‭ ‬بتأجيج‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬حدوده‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬أكده‭ ‬قيادي‭ ‬البوليساريو،‭ ‬عمر‭ ‬منصور،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬تعتزم‭ ‬استعمال‭ ‬طائرات‭ ‬مسيّرة‭ ‬إيرانية‭ ‬لقصف‭ ‬أهداف‭ ‬مغربية‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الجدار‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الرباط‭ ‬إلى‭ ‬تحذير‭ ‬الجبهة‭ ‬الانفصالية،‭ ‬وتهديدها‭ ‬باتخاذ‭ ‬«ردّ‭ ‬قوي‭ ‬ومناسب»‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬المس‭ ‬بأمن‭ ‬أراضيها،‭ ‬متهمة‭ ‬طهران‭ ‬بـ‭ ‬«زعزعة‭ ‬استقرار»‭ ‬المنطقة‭.‬
 

وتشير‭ ‬جل‭ ‬التقارير،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬بها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬البانتاغون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬قامت‭ ‬بتزويد‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬بأسلحة‭ ‬متطورة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬طائرات‭ ‬مسيّرة‭. ‬وقال‭ ‬الخبير‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬لي‭ ‬ولين‭ ‬كينغ،‭ ‬إن‭ ‬«إيران‭ ‬تملك‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬يتم‭ ‬نشرها‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وقد‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬مباشرا‭ ‬للمغرب،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬قوتها‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬منافسة‭ ‬القوة‭ ‬على‭ ‬القوة؛‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الصراعات‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬إنفاقها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬والوقت‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬والوقت‭ ‬على‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية»،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إيلان‭ ‬بيرمان‭.‬
 

وليس‭ ‬خافيا‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بالتعويل‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬العداء‭ ‬الجزائري‭ ‬المتجذر‭ ‬للمغرب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬بؤرة‭ ‬للتوتر‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬وأيضا‭ ‬منع‭ ‬أمريكا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ودول‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬ربح‭ ‬مساحات‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الإقليمي،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬جربت‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬ومع‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وتريد‭ ‬أن‭ ‬تجربه‭ ‬مع‭ ‬البوليساريو‭ ‬التي‭ ‬تلقت‭ ‬ضربات‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬موجعة‭ ‬رفقة‭ ‬رعاتها‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬المرادية،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬خيارا‭ ‬ثانويا‭ ‬في‭ ‬المنظومات‭ ‬الحربية‭ ‬الحديثة،‭ ‬بل‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬دعامة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الفارق‭ ‬في‭ ‬الميدان‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬مركزية‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬الصحراء،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬تمكنت‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬مآربها‭ ‬الخبيثة،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬العنوان‭ ‬العريض‭ ‬للموقف‭ ‬هو‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬قارة،‭ ‬مثلما‭ ‬وقعت‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬اليمن‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان‭.‬
 

إن‭ ‬الخطوة‭ ‬الإيرانية‭ ‬المعادية‭ ‬للمغرب‭ ‬لا‭ ‬يجيب‭ ‬عليها‭ ‬قيام‭ ‬المغرب‭ ‬لقطع‭ ‬علاقاته‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬بل‭ ‬تجيب‭ ‬عليها‭ ‬استراتيجية‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النفوذ‭ ‬العابر‭ ‬للقارات،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬بدأ‭ ‬مع‭ ‬وصول‭ ‬رفسنجاني‭ ‬لسدة‭ ‬الحكم،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1989‭ ‬و1997،‭ ‬إذ‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬للشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية،‭ ‬وهي‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬أحمدي‭ ‬نجاد‭ ‬إلى‭ ‬كرسي‭ ‬الرئاسة،‭ ‬والتي‭ ‬توجت‭ ‬بتأسيس‭ ‬مصنع‭ ‬شركة‭ ‬«إيران‭ ‬خودرو»‭ ‬للسيارات‭ ‬في‭ ‬السنغال‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬ومنه‭ ‬قامت‭ ‬إيران‭ ‬بتصدير‭ ‬منتجاتها‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬إلى‭ ‬سائر‭ ‬دول‭ ‬أفريقيا‭. ‬وغني‭ ‬عن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬الإيراني‭ ‬بإفريقيا‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬ضاعفت‭ ‬إيران‭ ‬سفاراتها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬تسع‭ ‬إلى‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سفارة،‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬مراكز‭ ‬ثقافية‭ ‬لترويج‭ ‬الثقافة‭ ‬والإيديولوجيا‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬الأخرى،‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬نشر‭ ‬الفكر‭ ‬الشيعي،‭ ‬ودعم‭ ‬المتشيعين‭ ‬ماليا،‭ ‬وحمايتهم،‭ ‬وتجنيدهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬رقعة‭ ‬الإيديولوجيا‭ ‬الشيعية‭. ‬ولم‭ ‬يسلم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬نفوذ‭ ‬ديني‭ ‬تاريخي‭ ‬تسعى‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬الإطاحة‭ ‬به،‭ ‬ليسهل‭ ‬عليها‭ ‬الانتقال‭ ‬بسلاسة‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬مزاحمة‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬
 

وتبعا‭ ‬لذلك،‭ ‬يعتبر‭ ‬التنافس‭ ‬العقائدي‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وإيران‭ ‬أهم‭ ‬فصول‭ ‬الصراع‭ ‬السياسي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تستعمل‭ ‬التشيع‭ ‬كذراع‭ ‬إيديولوجية‭ ‬لتوسيع‭ ‬الفارق‭ ‬عن‭ ‬الفاعلين‭ ‬الآخرين،‭ ‬بينما‭ ‬قام‭ ‬المغرب‭ ‬بتأسيس‭ ‬معهد‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬لتكوين‭ ‬الأئمة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬للعلماء‭ ‬الأفارقة‭ ‬«تمتلك‭ ‬32‭ ‬فرعا‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا»،‭ ‬بغاية‭ ‬اعتراض‭ ‬محاولات‭ ‬نشر‭ ‬التشيع‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬دينية‭ ‬تسعى‭ ‬لتكريس‭ ‬النموذج‭ ‬الديني‭ ‬المغربي،‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬الرباط‭ ‬«الأمن‭ ‬الروحي‭ ‬للمغاربة‭ ‬وللقارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أولويات‭ ‬التصدي‭ ‬للأطماع‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬القارة»‭.‬
 

لقد‭ ‬بدأت‭ ‬الأطماع‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬تمس‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬استقرار‭ ‬الأراضي‭ ‬المغربية،‭ ‬كما‭ ‬بدأت‭ ‬تزحف‭ ‬بسرعة‭ ‬قصوى‭ ‬لتمتد‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬ترمي‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬إلحاقها‭ ‬بـ‭ ‬«الهلال‭ ‬الشيعي»،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سعيها‭ ‬التوسعي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬مناطق‭ ‬نفوذ‭ ‬ونقاط‭ ‬تماس‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬العالمية،‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬مناوشتها‭ ‬وابتزازها‭ ‬وتذكيرها‭ ‬بأن‭ ‬طهران‭ ‬موجودة‭ ‬كـ‭ ‬«قوة‭ ‬منافسة‭ ‬قاهرة»،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمن‭ ‬شعوب‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬فيها‭. ‬
 

إن‭ ‬إيران‭ ‬لا‭ ‬تعير‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬للبوليساريو‭ ‬أو‭ ‬الجزائر‭ ‬إلا‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬سيسهلان‭ ‬عليها‭ ‬تحويل‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬صراع‭ ‬عسكري،‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعاب‭ ‬أمام‭ ‬زحفها‭ ‬الإيديولوجي‭ ‬الشيعي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬النفوذ‭ ‬الديني‭ ‬المالكي‭ ‬للمغرب،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬مقارعة‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬للقارة

 

 

جديد الأخبار